فتبينوا يا محميد

تاريخ النشر: 11 أبريل 2015م

 

ذكر الكاتب المعروف محميد المحميد في عموده اليوم (11 أبريل) كلاما مفاده أن الإخوان في مصر تعاونوا مع إسرائيل وأمريكا من أجل إسقاط مبارك والوصول إلى حكم مصر!

بدأ محميد المقال بصيغة تساؤل: "هل تعاون الإخوان المسلمون مع إسرائيل..؟؟"، ولكنه انتقل في السطر الثاني إلى صيغة الجزم حين أكد أن الإجابة هي "نعم"!

 

وقال محميد: "ربما كان عنوان المقال صادما للتيار الإسلامي عموما، والمتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين خصوصا"..

ونحن نقول: فعلا هناك صدمة، ليس لأن ما ذكره محميد أمر واقعي أو حقيقي، ولكن لأن هذا الكلام صدر -للأسف- عن مثل محميد المحميد.

 

يعتمد محميد على مصدر رئيس هو الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام للإخوان سابقا، والذي تحول إلى خصم لدود للإخوان عندما لم ينتخبه الإخوان لمكتب إرشاد عام 2009م. والدكتور حبيب اليوم هو من مؤيدي انقلاب 3 يوليو الدموي، ويقف في خانة واحدة مع خصوم الإخوان.

 

ينقل محميد عن الدكتور حبيب قوله على شاشة قناة (العربية) أن الدكتور سعد الكتاتني أخبر الإخوان أنه صافح السفير الإسرائيلي في القاهرة أثناء احتفال في مقر السفارة الأمريكية.. "وأن ريتشارد أرميتاج مساعد هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية هو من رتب لقاء المصافحة بين وفد الإخوان والسفير الإسرائيلي"..

ويقول حبيب "أنه كان شاهدا على رسالة أمريكية وصلت إلى الإخوان، بأن الإدارة الأمريكية وبعد جهد جهيد أيقنت أن نظام مبارك ينبغي إسقاطه، وأنه حان الوقت لذلك، ولديها خطة للتخلص منه عن طريق اندلاع تظاهرات حاشدة في مصر، وتكثيف الحشود الشعبية في الميادين العامة لإجباره على الرحيل، وأن الإخوان هم البديل القادم لنظامه".

 

الآن.. هل ما ذكره محميد حقيقة واقعة أم مجرد فيلم هندي؟!

 

الدكتور حبيب خصم للإخوان، وهو يروي عن الدكتور الكتاتني، الغائب وراء القضبان، في سجون الانقلاب، والمحكوم عليه بالإعدام من قبل قضاة الانقلاب.

لا يستطيع الكتاتني أن يرد عليك يا محميد، لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وإخوانه هذه الفرية، ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا.

 

ولا يفيدك يا محميد أن تقوي من شأن هذه الفرية بإضافة شهادة من سميته "الناشط الحقوقي المصري المعروف حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان"!

كم تسوى شهادة الحقوقي المسيس.. ألست -يا محميد- تنتقد بعض الحقوقيين المسيسين عندنا في البحرين، ثم تستشهد بأمثالهم في مصر؟!

 

وعن أي حقوق تتحدث في بلد يمشي فيه الجميع وراء الجنرال: السياسي والحقوقي والإعلامي وصاحب الفضيلة والبابا والرقاصة و...

يقول المحميد أيضا: "تذكرت كيف كذب الكتاتني على البحرين ذات يوم، حينما صرح في لقائه مع وفد برلماني بأنه يساند مملكة البحرين، ولكن حينما هاجمته الوسائل الإعلامية الإيرانية، نفى التصريح وقال إنه كان متعبا ومرهقا ولا يتذكر قوله أنه يساند البحرين"!

 

ما شاء الله على قوة ذاكرتك يا محميد..

هل تتذكر أن الشيخ علي سلمان زار القاهرة عام 2011م وظل أسبوعا كاملا يترجى لقاء المرشد العام للإخوان، والمرشد يأبى لقاءه لأن الثورة المزعومة في البحرين ما هي إلا حركة طائفية؟؟

 

هل تتذكر أول بيان أصدره إخوان مصر في 22 مارس 2011م عن أحداث البحرين، ومما جاء فيه: "فالمطالب الشعبية ينبغي أن تعبِّر عن الشعب، وعلى المسئولين الاستماع إليها، وتنفيذ ما يحقق المصلحة العامة منها، ومن ثم نرفض تحويل القضية إلى قضية طائفية، لأن من شأن ذلك تأجيج الفتنة، وتهديد الوحدة الوطنية، وتوفير الذرائع للتدخلات الأجنبية، فنرجو من الجميع إيثار المصلحة العامة، واستعادة اللحمة، وتوحيد الصف"..

 

هل تتذكر يا محميد ما كتبه كاتب محترم -مثلك- هو طارق العامر في جريدة (الأيام) يوم 12 مايو 2011م: "أكد عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأحد القيادات السياسية بالجماعة ورئيس حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان الدكتور محمد مرسي, أن التوسع الإيراني خطر نقدره جيدا ولا نقبل به، وقال نحن نقرأ جيدا ما يحدث ونعي حقيقة ما يحدث في البحرين والصورة واضحة أمامنا ونعتبر أن التوسع الإيراني خطر ولا نقبل به"..

 

هل تتذكر ما نشرته جريدة (البلاد) يوم 18 أكتوبر 2011م: "رفض المكتب السياسي للإخوان المسلمين في مصر لقاء طلبه الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان مع المرشد العام، في حين وردت أنباء عن تدخل السفير الإيراني بمصر لترتيب لقاء مشترك بين الطرفين وهو ما رفض من قبل الإخوان أيضا"..

 

هل تتذكر أيها الأخ العزيز محميد المحميد هذا الخبر الذي نشره موقع الإخوان يوم 14 فبراير 2012م: "استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، بمكتبه صباح اليوم الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، سفير مملكة البحرين بالقاهرة. نقل السفير تحيات ملك البحرين وولي عهده ورئيس الوزراء إلى فضيلته، وقدّم تهنئته على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وشدَّد على دعم البحرين للشعب المصري وثورته المباركة".

سفير البحرين يزور مرشد الإخوان المسلمين

سعادة سفير مملكة البحرين في زيارة لمرشد الإخوان

 

هل يستعين الإخوان بالأمريكان واليهود ليصلوا إلى السلطة يا محميد؟!

هل يفعل ذلك من جاهد اليهود في فلسطين عام 1948م، وجاهد الاستعمار البريطاني في منطقة القناة عام 1951م، ومن جاهد اليهود في أواخر الستينيات انطلاقا من (معسكر الشيوخ) في الأردن، ومن يجاهد اليهود اليوم في غزة؟!

 

هونا هونا يا أخ محميد..

ألا ترى ما يحدث لنا وحوالينا؟!

 

لقد استعجلت بعض الحكومات الخليجية فأدرجت الإخوان على قوائم الإرهاب، ثم جاءت (عاصفة الحزم) وما قبلها من أحداث لتربك المشهد في جانبه السياسي، فإذا بقادة إخوان اليمن يتواجدون منذ أسابيع في عاصمة خليجية مهمة بعد أن كانوا يعدون من الإرهابيين!

وها هي الاتصالات تنهال على خالد مشعل من بعض كبار القيادات الخليجية، بعد أن كان يعد زعيم الإرهابيين، وها هي بيانات الإخوان في مصر وفلسطين واليمن تؤيد (عاصفة الحزم)..
رفقا بنا يا محميد، وبإخوانك، وبنفسك.