نماذج من الفكر الجامي السقيم

تاريخ النشر: 21 مارس 2015م

 

في مقال سابق، تكلمنا عن آفة خطيرة من آفات الفرقة الجامية المدخلية، ألا وهي آفة (تقديس الحكام)..

 

نتكلم الآن عن آفة خطيرة أخرى هي: تكفير وتبديع وتفسيق كل من لا يوافقهم على آرائهم، وبث الفرقة والكراهية في صفوف المسلمين، والتشهير بالعلماء العاملين والدعاة المخلصين وسبهم وتشويه سِيَرهم ونسبة النقائص إليهم..

وهم يفعلون كل ذلك تحت عذر ممارسة (الجَرح والتعديل)، والصحيح أنهم يمارسون (الجرح والجرح)!! فالأصل عندهم أن الكل مجروح، ولا تعديل إلا لأنفسهم.

 

يحرمون العمل الجماعي الصالح، ويحلون لأنفسهم العمل الجماعي في نشر البغضاء في المجتمع المسلم. ويحرمون الحزبية وهم غارقون فيها حتى الأذنين.

 

يهاجمون الكل، فلم يسلم منهم الإخوان ورموزهم، كالإمام حسن البنا والأستاذ سيد قطب والشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبد المجيد الزنداني وغيرهم..

وينتقصون شخصيات أخرى من غير الإخوان، كالشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عائض القرني..

بل وينتقصون رموز السلفية ممن لا يوافقونهم عل بعض آرائهم، كالشيخ عدنان العرعور والشيخ بكر أبو زيد والشيخ أبو بكر الجزائري، بل وحتى الشيخ ناصر الدين الألباني.

 

وها هي كتبهم ومؤلفاتهم، التي تطفح بالشر المستطير، ويشغلون بها المسلمين عن قضاياهم المصيرية. هذه المؤلفات تعكس فعلا نفسياتهم غير السوية، وفقدانهم لأدنى درجات الفقه والفهم، بل والأخلاق الحميدة التي ما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لإتمامها (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). إليكم نماذج من فكرهم السقيم:
1) كتاب (دفع بغي عدنان عن علماء السنة والإيمان)، وهو كتاب من تأليف الشيخ ربيع المدخلي زعيم الجامية، يهاجم فيه الشيخ عدنان العرعور.
2) وكتاب آخر له بعنوان (العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم).
3) وكتاب ضد الشيخ محمد المنجّد، اسمه (القول المسدّد في بيان حال الداعية محمد بن صالح المنجّد)، تأليف أحد أتباع المدخلي واسمه أبو عبد الرحمن بن عواد الجزائري.
4) وكتاب أخرجوه ضد الشيخ عائض القرني، بعنوان (التحذيرات الجلية من تخبطات القرني ومقاماته الشيطانية)، ومؤلف الكتاب أحد التلاميذ السابقين، والأعداء الحاليين للشيخ ربيع، واسمه الشيخ فالح الحربي.

 

وهكذا تخلوا -كطلاب علم- عن وظيفتهم الأساسية في تعليم الناس وإرشادهم وتحصينهم ضد مكائد الأعداء في الداخل والخارج، وألزموا أنفسهم بوظيفة شيطانية هي الطعن والتشهير بالعلماء والدعاة والصالحين حتى يفقد الناس الثقة فيهم وفي إنجازاتهم.

بل بلغ الأمر بأحد المتأثرين بمنهج الجامية، وهو الشيخ مقبل بن هادي الوادعي (ت 2003م) غفر الله له، أن ألف كتابا ضد الشيخ القرضاوي بعنوان (إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي)!!

 

أي نفسية هذه، وأي فكر، وأي خُلُق؟!

 

هذا الفكر السقيم، وهذا الفجور في الخصومة لم ينعكس فقط على تعاملهم مع الآخرين، بل تعدى ذلك إلى أنفسهم!

فبعد وفاة الشيخ محمد أمان الجامي عام 1416هـ وانفراد الشيخ ربيع المدخلي بالزعامة، بدأت الانشقاقات بين أتباعه، وتمرد البعض وظهرت الخلافات لأسباب علمية أو شخصية، وتبادلوا تهم التبديع والتخوين فيما بينهم..

الشيخ فالح الحربي هو أحد الذين تمردوا على الشيخ ربيع، فانظر إلى (آداب الخلاف) بينهم:

عندما كان الشيخ فالح الحربي لا يزال تابعا للشيخ ربيع، ألف كتابا عام 1423هـ للدفاع عن شيخه، وسمى الكتاب (صد العدوان الشنيع عن فضيلة العلامة الشيخ ربيع)..

وبعد الانشقاق والخصومة، ألف كتابا آخر عام 1428هـ، يهاجم فيه شيخه السابق، وسمى الكتاب (النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الإعتزالي)!!

 

وهكذا، وبجرة قلم، تحول الشيخ العلاّمة إلى صاحب فضيحة!!

 

هذا هو الفكر الجامي، الذي لم يقم من أول يوم على تقوى من الله، فتردى إلى مثل هذه الدركات.