همسات ما بعد الانتخابات
تاريخ النشر: 3 ديسمبر 2014م
انتهت انتخابات البحرين النيابية والبلدية لعام 2014م، وسيبدأ قريبا الفصل التشريعي الرابع لمجلس النواب البحريني..
همسة أولى
انتهت الانتخابات وفشل المتآمرون في (تصفير) صناديق الاقتراع. لقد أدمن
القوم على الفشل!
انتهت الانتخابات، وقد فاز البعض بشرف وأمانة، وفاز البعض بالغسالة والثلاجة،
وفاز البعض بنشر الإشاعات والافتراءات.
نعجب من نائب يفوز بالرشاوي، كيف سيحارب الفساد وهو غارق فيه، وكيف سيطالب أناس بالتصدي للفساد وهم يمارسونه بتقبلهم للرشوة؟!
همسة ثانية
ومن أشد الأمور إيلاما قيام البعض بالمتاجرة بقضية الشعب السوري لأغراض انتخابية..
يا للعار! لحية تبلغ السرّة، وكتاب الله يتلوه ليل نهار، ثم لم يمنعه ذلك كله من استغلال معاناة الشعب السوري لأجل أن يتربع صاحبه على كرسي البرلمان.
همسة ثالثة
بعد أن أثبت الشعب البحريني وطنيته وشارك في الترشح والانتخاب بكل قوة، ننتظر من ممثلي الشعب أن يثبتوا وطنيتهم بتبني مطالب الشعب بصورة قوية وفعالة..
ننتظر أن يكون نواب 2014 أفضل كثيرا من نواب 2002 و2006 و2010.. هل هذا ممكن أم أننا نطلب المستحيل؟!
بعد 12 سنة برلمان، نطرح التساؤلات التالية:
هل زاد الفساد في البر والبحر أم قلّ؟
هل قلّ وانكمش الفساد المالي والإداري والأخلاقي في البلد، في ظل البرلمان، أن أنه زاد ضراوة وانتشارا؟
هل توقف استيراد الملايين من زجاجات الخمور، وهل توقف استيراد ناقلي أمراض الإيدز إلينا؟
هل اتخذت إجراءات حقيقية لمعالجة صنوف الفساد والتقصير التي ترد سنويا في تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية؟
همسة رابعة
والسؤال الكبير هو: هل البرلمان البحريني، بصورته الحالية، مؤهل أصلا للتصدي للفساد ومحاسبة السلطة السياسية في البلد؟
أليس هو البرلمان الذي صوت بالموافقة على تقليص صلاحياته خلال الفصل التشريعي الثالث؟!
أليس هو المجلس الذي رفض زيادة الرواتب بينما يغض الطرف عن الملايين التي تصرف سنويا للموسيقى والرقص و(هز يا وز) تحت مسمى (ربيع الثقافة)؟!
كان أكبر عمل (بطولي) استطاع نواب 2010 القيام به هو فصل أحد أعضائه من المجلس!
همسة أخيرة
أكثر ما نخشاه، وأسوأ سيناريو نتمنى عدم وقوعه في 2018..
حفاظا على المشروع الإصلاحي، وحماية للوطن من كيد متآمري الداخل والخارج..
نرجو أن يكون المجلس القادم مجلسا لممثلي الشعب، وليس ممثلي الحكومة..
مجلسا للمصلحة العامة وليس الخاصة..
نرجو ذلك، وإلا ستكون العاقبة -ربما- وخيمة في 2018م..
ذلك أن قطاعا كبيرا من الشعب شارك في انتخابات 2014 ليس اقتناعا بفائدة المجلس، ولكن نصرة للوطن ضد الانقلابيين.
هل سيتكرر ذلك في الانتخابات القادمة؟!