إرهاب الإخوان شهادات وأحداث

تاريخ النشر: 3 مايو 2014م

 

كثر القيل والقال حول إرهاب الإخوان المسلمين.. ما هو، وكيف هو.. ولماذا؟!

 

سنلجأ للتاريخ والواقع، ونستعرض بعض الحوادث، ونذكر بعض النماذج، ونستعين ببعض الشهادات، وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن، ليتبيّن لنا الحق والحقيقة، حول ما يثار هذه الأيام، عن هذا الإرهاب الإخواني المزعوم..

 

1) أول حدث نسجله هنا، وقع يوم 11 أغسطس 1933م، حيث اندلعت أول مظاهرات عامة تجتاح مصر لنصرة القضية الفلسطينية، وتنبيه الشعب المصري بخطورة هذه القضية. لقد كان للإخوان الدور الأكبر في الإعداد والتنظيم لهذه المظاهرات.

 

2) وفي عام 1936م، أسس الإخوان (اللجنة المركزية العامة لمساعدة فلسطين). ومع اندلاع الثورة العربية الكبرى بفلسطين، اشتدت مساندة الإخوان للقضية، واتخذت تلك المساندة صورا شتى منها: الخطابة في المساجد وكشف أبعاد القضية وحث الناس على التفاعل معها، وتوزيع منشورات تهاجم الإنجليز وتفضح مظالمهم في فلسطين وتبين خطر اليهود، ونشطت صحف ومجلات الإخوان في مهاجمة سياسة الإنجليز وكشف أعمال العصابات الصهيونية، والدعوة لمقاطعة المحلات اليهودية بمصر، والتي كانت مصدرا من مصادر تمويل الدويلة الصهيونية.

 

3) في مارس 1936م، زار الإمام حسن البنا الحجاز لأداء فريضة الحج، وقد نشرت جريدة (أم القرى) شبه الرسمية وكبرى الجرائد السعودية في ذلك الوقت، خبرا تحت عنوان (على الرحب والسعة)، ترحب فيه بمقدم الإمام البنا.

قالت الجريدة: "وصل على الباخرة كوثر التي أقلت الفوج الأخير من الحجاج المصريين كثير من الشخصيات المصرية المحترمة لم تسعفنا الظروف بالتعرف إليهم.. وإنا نذكر منهم الأستاذ الكبير حسن أفندي البنا المرشد العام لجمعية الإخوان المسلمين".

 

4) وفي عام 1946م، أنشأ الإخوان في كل شعبة من شعبهم بمصر مدرسة ليلية لمكافحة الأميّة، ومنتدى أدبي للثقافة والتربية.

وعندما وضعت وزارة المعارف المصرية في هذه السنة برنامجا لمكافحة الأمية أرسل وزيرها إلى المركز العام للإخوان يطلب منهم التعاون لتنفيذ البرنامج بأن "يعمد كل مركز من مراكز الجماعة في القرى والحواضر فيهيئ نفسه ليكون مركزا من مراكز محو الأمية، ومدرسة شعبية لمقاومة الأمية ونشر الثقافة الشعبية". واستجاب الإخوان لذلك فكونوا لجنة لمكافحة الأمية منبعثة من أقسام البِرّ والخدمة الاجتماعية.

 

5) وفي 28 أغسطس من نفس السنة، عقد الإخوان مؤتمرا حضره أربعة آلاف مواطن مصري أكدوا فيه على مطالبهم الوطنية باستقلال البلاد، ولما رأوا أن رئيس الوزراء صدقي باشا يتساهل في الحقوق الوطنية أرسلوا عريضة له وللملك فاروق متهمين رئيس الوزراء بأنه قد تضامن مع الغاصبين الإنجليز، وأن حكومته لا تمثل رأي البلاد في شيء، وطلبوا منه أن يترك الحكم لمن هو أقدر منه.

وبعد نشر هذه العريضة، صودرت جريدة الإخوان، واندلعت المظاهرات الشعبية المؤيدة لهم، وأجّلت الدراسة في الجامعات والمعاهد لأكثر من شهرين.

 

6) في 19 أكتوبر 1948م، اندلعت معركة (تبّة اليمن) الحاسمة في فلسطين، حيث نجح اليهود في الاستيلاء على مرتفع شاهق يعرف بـ(تبّة اليمن)، فقامت قوة من الإخوان المسلمين بقيادة الملازم أول خالد فوزي بهجوم مضاد، فطردت العدو بعد أن كبدته خسائر فادحة.

حول هذه الملحمة، كتبت جريدة (الناس) العراقية في عددها الصادر يوم 7 نوفمبر 1948م مقالا تحت عنوان "بسالة متطوعة الإخوان المسلمين" جاء فيه: "وإن اليومين الماضيين امتازا ببسالة منقطعة النظير من متطوعة الإخوان المسلمين، فقد استولى اليهود شمال غرب بيت لحم بعد محاولات عديدة على جبل مرتفع يسمى تبة اليمن ويشرف على قرى الولجة وعين كارم والمالحة وما جاورها، وأصبحوا يهددون كل المناطق المحيطة بها، ورأت قيادة الجيش المصري تطهيرها، فندبت لذلك عددا من متطوعة الإخوان المسلمين في (صور باهر) فتقدمت سرية منهم.. ولم تمر ساعة حتى كانت هذه الفرقة قد أجهزت على القوة اليهودية وغنمت ذخيرتها ومتاعها، وحررت قرية (الولجة) وأصبحت تسيطر على منطقة واسعة.. وقد أصدرت قيادة الجيش المصري أمرا بتسمية الجبل (تبة الإخوان المسلمين).. وقد استشهد من الإخوان كل من مكاوي سليم علي من الزقازيق، والسيد محمد قارون من المنصورة، وإبراهيم عبد الجواد من الفيوم رحمهم الله رحمة واسعة".

 

7) وملحمة أخرى يوم 23 ديسمبر 1948م، حيث يسجل التاريخ أن الجيش المصري في فلسطين، وبعد صدور قرار حل جماعة الإخوان، يستنجد بالإخوان لاسترداد (التبّة 86) ذات الموقع الاستراتيجي الهام، والتي استولى عليها اليهود، فلبى الإخوان النداء بالرغم من حجزهم في معسكرات الجيش المصري في فلسطين، ونجحوا بقيادة البطلين حسن دوح وعبد الهادي ناصف في استرداد التبة وتسليمها للجيش المصري، وذلك بعد معركة بطولية استشهد خلالها عدد من مجاهدي الإخوان.

 

8) في يناير 1952م، خرج الشعب المصري ليشيّع ثلاثة شهداء من الإخوان المسلمين من طلبة الجامعات، استشهدوا خلال العمليات ضد قوات الاحتلال الإنجليزي في منطقة قناة السويس هم: عادل محمد غانم الطالب بكلية طب عين شمس، وعمر شاهين الطالب بآداب القاهرة، وأحمد المنيسي الطالب بطب القاهرة.

وكان الحدث جليلا مهيبا اشترك فيه مائة ألف من المواطنين يتقدمهم الأستاذ حسن الهضيبي مرشد الإخوان، والدكتور عبد الوهاب مورو مدير جامعة القاهرة.

 

9) وفي عام 1954م، قام الأستاذ حسن الهضيبي مرشد الإخوان بزيارة للمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود.

 

10) في عام 1966م، وعندما صدر حكم الإعدام بحق الأستاذ سيد قطب أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود برقية للرئيس جمال عبد الناصر يتشفع فيها لإيقاف تنفيذه، كما أرسل بعض كبار العلماء في السعودية برقيات مماثلة.

 

11) وأثناء زيارة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لفرنسا سنة 1993م، سُئل من قِبل جريدة (لوموند) عن الإسلاميين في مصر وعلاقتهم بالعنف، فأجاب: "إن هناك حركة إسلامية في مصر -يقصد الإخوان- تفضّل النضال السياسي على العنف، وقد دخلت هذه الحركة بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح في انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين والمحامين".

وقد نقل هذا التصريح عن (لوموند) جريدة (الأهرام) في عددها يوم 1 نوفمبر 1993م.

 

12) كما صرح وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي في مؤتمر صحفي عن الإخوان وعلاقتهم بجماعات العنف فقال: "الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف، بعكس تلك المنظمات الإرهابية".

وقد نقل هذا التصريح المهم كل من جريدتي (الأهرام) و(الجمهورية) بتاريخ 14 أبريل 1994م.

 

وفي هذا القدر كفاية.. لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.