إنه زمن الدرهم

تاريخ النشر: 12 يناير 2014م

 

تضاف بعض الصفات إلى الإعلام، فيقال: الإعلام الرسمي، والإعلام المستقل، والإعلام الحر..

ونضيف الآن: الإعلام الدرهمي، وهو الإعلام الذي يعمل بالدرهم، ويوجهه الدرهم، ويرسم خطواته الدرهم.

 

الإعلام الدرهمي يوجد منه ما هو رسمي. مثال على ذلك ما نشره التلفزيون الرسمي في مصر قبل يومين لطابور من الهنود والبنغاليين في السعودية، على أنه طابور المصريين أمام السفارة المصرية للتصويت على الدستور!!

ومنها ما هو غير رسمي. مثال على ذلك ما نشرته جريدة بحرينية عن توافد المصريين على السفارة المصرية للتصويت على الدستور، مع صورة كبيرة مرفقة يظهر فيها طابور من.. ستة أشخاص!!

 

ويُصنَّف بعض الكُتّاب كالآتي: كاتب حر، وكاتب مستقل، وكاتب حكومي..

ونحن نضيف: كاتب درهمي. وهو الكاتب الذي يكتب بالدرهم، مداده من الدرهم، وضميره يكيّفه الدرهم.

 

والحكومات أنواع: فحكومة قوية، وأخرى ضعيفة، وثالثة ديمقراطية، ورابعة استبدادية..

ونضيف نوعا جديدا من الحكومات: هي الحكومة الدرهمية، وهي عبارة عن زمرة سياسية استولت على السلطة بقوة الدرهم، وقتلت المواطنين، ثم أحرقت جثثهم، ثم جرفت هذه الجثث بالبلدوزر.. كل ذلك بقوة الدرهم.

 

عصر الدرهم عجيب غريب، له خصائص فريدة لا تجتمع في زمن واحد: فالشخصية المفضلة فيه مسيلمة الكذاب، وتحقيقاته الصحفية يكتبها جحا، والسياسيون فيه أقزام، مهما بلغوا من الطول، والأسود فيه أبيض، والأبيض أسود.

عصر الدرهم يؤتمن فيه الخائن، ويُخَوّن فيه الأمين. عصر تجد فيه (الصهيوني) حليفا قريبا، و(الحمساوي) جاسوسا وعميلا. عصر تجد فيه الشريف والأمين وراء القضبان، بينما الكوميدي والراقصة يكتبان الدستور.

 

ماذا فعل الدرهم بالناس؟!

وما النهاية التي سينتهي إليها أرباب الدرهم؟!

 

.. الجواب:
"إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ۞ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ۞ قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ۞ فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ۞ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون ۞ فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ۞ وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ۞ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين".
(سورة القصص 76-83)