دركات ياسر برهامي

تاريخ النشر: 5 يناير 2014م

 

مقدمة لا بدّ منها:
الدَرَكةُ: المنزلةُ السُفْلى، ضِدّ الدرجَة، وهي المنزلة العليا..
فالدَرَكات: منازل بعضها تحت بعض، والدرَجات: منازل بعضُها فوق بعضٍ.. والفضيلة درجات، والرذيَلة دركات.

*** *** ***

 

كما أن أحداث سوريا هي الفاضحة لأدعياء (الممانعة)، فإن أحداث مصر هي الفاضحة لأدعياء (السلفية).

 

الخارطة السلفية في مصر شديدة التشعب والتنوع، ينضوي تحتها مَن يذكّرونك بالسلف الصالح رضي الله عنهم، وينضوي تحتها أيضا أمثال ياسر برهامي.

 

وقف برهامي مع الانقلاب العسكري الدموي، وبرّر، ونظّر.. وكان ثالث ثلاثة، استخدم العسكر صفتهم الدينية لتبرير القتل والسحل والإرهاب، جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر (القيادي في الحزب الوطني المنحل)، وبابا الأقباط.. يا للعار.

 

كان برهامي قبل ثورة 25 يناير يدعوا إلى عدم المشاركة في الشأن السياسي، ويقول: "معطيات هذه اللعبة في ضوء موازين القوى المعاصرة عالميا وإقليميا وداخليا لا تسمح بالمشاركة إلاّ بالتنازل عن عقائد ومبادئ وقيم لا يرضى أبدا أحد من أهل السنة أن يضحي بها في سبيل الحصول على كسب وقتي أو وضع سياسي أو إثبات الوجود على الساحة، فهذه المبادئ أغلى وأثمن من أن تباع..".
(موقع صوت السلف، 20 مارس 2007)

 

وهل الوضع في عهد الانقلاب يسمح بالمشاركة بدون التنازل عن العقائد يا برهامي؟!

 

يقول برهامي في موضع آخر: "فلا نرى المشاركة في الانتخابات، خصوصا إذا كان الأشخاص يدخلون ضمن الأحزاب العلمانية وكلها الآن علمانية، والمستقلون يعجزون، وأكثرهم لا يريدون نصرة قضية الدين".
(موقع صوت السلف، 15 أغسطس 2010)

 

ألست الآن يا برهامي، تمثل قرّة عينٍ للعلمانيين، ومعهم العسكر والكنيسة وكل عدو لله ورسوله والمؤمنين؟!

 

هكذا كان يقول برهامي.. وهكذا أصبح يفعل..

تابعوه وهو يهوي في دركاته:

 

1) أصبح برهامي يعقد مؤتمرات دعائية لدستور الانقلاب تحت حماية الجيش والشرطة.
(موقع إسلاميون، 19 ديسمبر 2013)

 

2) وأصبح محل ثناء المجرمين والقتلة: "أكد أحمد المسلمانى المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت عدلي منصور أن حزب النور كان له دور كبير في نجاح ما وصفه بـ ثورة 30 يونيو".
(موقع مفكرة الإسلام، 28 أغسطس 2013)

 

3) وأصبح يدعوا الشعب المصري للرضوخ للأمر الواقع وعدم المقاومة: "طالب كل من حزب النور ومجلس إدارة الدعوة السلفية القوى الإسلامية بالانسحاب من الميادين لمنع حدوث تصادم بين القوى الإسلامية وقوى المعارضة مؤكدين أن الوقت الراهن لا يحتمل أي صراع".
(موقع المصريون، 4 يوليو 2013)

 

4) وقال برهامي: "رابعة رمز الحماقة وليس الصمود".
(موقع المصريون، 29 ديسمبر 2013)

 

5) وأصبح يفلسف الأمور ويلوي عنق الحقيقة، فيقول: "أرفض اعتبار ما حدث انقلابًا خوفًا على فقراء المسلمين"!
(موقع مفكرة الإسلام، 6 نوفمبر 2013)

 

6) وبكل نذالة، يستغل تغييب الإخوان وكافة القوى الوطنية الشريفة فيعلن بخصوص الانتخابات القادمة في ظل العسكر: "حزب النور قادر على حصد الأغلبية".
(موقع المصريون، 10 سبتمبر 2013)

 

7) ويشتم القوى الوطنية المؤيدة للشرعية فيقول: "تجار سلاح ومخدرات يؤيدون عودة مرسي إلى السلطة".
(موقع أخبارك، 23 يوليو 2013)

 

8) وأرسل أحد أتباعه إلى الخارج لكي يروج للانقلاب وينسق مع أعداء الثورة: "التقى نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور في زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ يومين بأكبر داعمي الانقلاب العسكري الدموي في الخارج، بل وتناول العشاء معهم، وعلى رأسهم د.عادل كبيش، والعقيد عمر عفيفي".
(موقع كلمتي، 16 سبتمبر 2013)

 

9) ويفتري على الشعب المصري، فقد "أكد حزب النور السلفي، أن الشارع يطالب الحزب بدعم الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية".
(موقع كلمتي، 31 أغسطس 2013)

 

10) أخيرا وليس آخرا: "قال قيادي بارز بالدعوة السلفية في الإسكندرية إنهم سيوافقون على الدستور حتى لو (كتبته الراقصات). جاء ذلك في معرض رد الشيخ محمود عبد الحميد، خلال مؤتمر نظمه الحزب، أول من أمس، في الإسكندرية، على ما قال إن جماعة الإخوان المسلمين تردده بأن حزب النور وافق على دستور كتبته الراقصات".
(موقع كلمتي، 20 ديسمبر 2013)

 

تآمر ياسر برهامي سابق لكل هذا.. فقد التقى بالفريق أحمد شفيق ليلة الإعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة. ثم كذب على الشعب المصري عندما أنكر ذلك في لقاء مع الإعلامي وائل الإبراشي، مؤكدا أن ما تم بينهما مجرد اتصال هاتفي.. ثم اعترف في لقاء آخر مع الإعلامية هالة سرحان بحصول اللقاء بينه وبين أحمد شفيق في منزل الأخير!

 

رابط يوتيوب

 

اللهم ارزقنا الثبات وحسن الخاتمة..

ماذا جرى للقوم.. ماذا حصل لهم.. ماذا وصل إليهم؟!

 

*** *** ***

خاتمة لا بد منها:
"عَن أنَس رضي الله عنه قال: كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يُكثِرُ أن يقول: يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثبّت قلبي على دينك، فقلت يا رسول اللهِ آمنا بك وبما جِئتَ به فهل تخافُ علينا؟
قال: نعَم، إن القلوبَ بينَ اصبعيْن من أصابع اللهِ يُقَلِّبُها كيفَ يشاءُ".
(سنن الترمذي)