بسوس البحرين

تاريخ النشر: 8 يوليو 2013م

 

البسوس بنت منقذ شاعرة جاهلية، كانت السبب في إشعال فتيل الحرب بين بكر بن وائل وتغلب أربعين عاماً حتى سميت الحرب بحرب البسوس، وصار يُضرب المثل الشؤم بالبسوس فيقال: (أشأم من البسوس)!

 

البسوس المعاصرة لا تقل خطرا عن البسوس القديمة، فهي خبيرة في إشعال الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

تسعى لإضعاف الصف الوطني بالطعن في المخلصين من أبناء الوطن، عن طريق المشاركة في التشويه الإعلامي الممنهج لتيار إسلامي عريق وعريض هو تيار الإخوان المسلمين.

تستغل البسوس وجود حالة تآمر صفوية يعاني منها شعب البحرين، لترويج مقولة أن الصفوية والإخوانية شيء واحد، ومن المعروف أن الذين تصدوا للمؤامرة الصفوية فئتان من الناس: فئة انطلقت من مبادئ دينية ووطنية، لحماية مكتسبات الوطن ووحدته، وفئة تاجرت بالقضية لتحقيق مصالح ذاتية، أو تنفيذا لمتطلبات الوظيفة.

 

تزعم البسوس أن الإخوان في مصر هم حلفاء لأمريكا، وتبحث هنا وهناك عن (دلائل) هذا التحالف.

تستشهد بمجرد لقاء جرى بين السفيرة الأمريكية في القاهرة وخيرت الشاطر. وبغض النظر عن صحة هذا الخبر أو عدمه، فإن هذا المعيار ذاته يصلح لإضفاء صفة العمالة على كل الشخصيات -من غير معسكر الوفاق- التي التقت بالسفير الأمريكي في البحرين، ولكن للبسوس شعار يقول: (حلال علينا حرام على الإخوان)!

 

تستشهد البسوس بالتصريحات الأمريكية الرسمية المؤيدة لشرعية الرئيس مرسي، وتتجاهل حقيقة أن أمريكا تقول رسميا (كذا) ومخابراتها تخطط لـ(كذا).

أليست تقول أن أمريكا تدين الأعمال الإرهابية في البحرين وتدعم الإرهابيين في نفس الوقت!
إذن، تقول لنا البسوس أن أمريكا ذات وجهين في البحرين، ولكن ذات وجه واحد سمح طلق في مصر.

 

هكذا تتعامل البسوس مع القراء، وبهذه العقلية تكتب بمداد الفتنة. إذن فمعادلة البسوس ستؤدي إلى النتيجة التالية:
- أمريكا أدانت التفجير الإرهابي في سترة والذي أدى إلى استشهاد شرطي..
- وبما أن هذه الإدانة لصالح شعب الفاتح..
- إذن شعب الفاتح عميل لأمريكا!

يا له من منطق أعوج للبسوس.

 

تستشهد البسوس بلقاءات بين الأمريكان والإخوان، وتتجاهل تماما العلاقات المعروفة جدا بين قادة جبهة الإنقاذ وأمريكا، وعلاقات حمدين صباحي مع إيران، وزيارات أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل لأمريكا.

تثني البسوس على حملة (تمرد) ضد حكم الإخوان، باعتبارها حركة وطنية تصدت للمؤامرة الأمريكية في مصر.. هل تعلمون ما هي هذه الحركة، ومن وراءها، هل تعلمون من هو (محمود بدر) المنسق العام لحملة (تمرد)؟!

 

بالصور.. مؤسس حملة تمرد شيعي تابع لحزب الله

"محمود بدر هو مؤسس حملة تمرد التي تهدف إلي جمع ملايين التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقد ظهر علينا فجأة مع بداية حملة تمرد ولم يكن له أي نشاط سياسي يذكر قبل تمرد وتحيط بحملة تمرد الكثير من التساؤلات والغموض, من يدعمها ومن يحركها ومن يقودها!!!
وهذه الصورة تظهر محمود بدر في منزله بجانب صورة حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي وهذا له دلالات خطيرة
". جريدة النهار المصرية بتاريخ 24 مايو 2013م

محمود بدر منسق عام حركة تمرد مع صورة نصر الله

محمود بدر منسق عام حركة تمرد مع صورة نصر الله

 

ويقول الكاتب إبراهيم الشيخ في (أخبار الخليج) بتاريخ 7 يوليو 2013م:
"أمس استقبل الرئيس المصري المعيّن (أي عدلي منصور)، الناشط الشبابي محمود بدر، وهو المسئول الأوّل عن حركة تمرّد المصرية، الذي شتم البحرين والسعودية وحكام المنطقة، وأظهر ولاء منقطع النظير لإيران ولحسن نصر الله!
هذا الشخص كان ومازال يخرج على قناة العالم الإيرانية إلى جانب سعيد الشهابي، سبّاً وشتماً في دولنا الخليجية ولعناً على حكّامها، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة حول من يحرّك هذا الكائن، وفي هذا الاتجاه بالتحديد؟!
".

 

هل رأيتم: نصر الله، وسعيد الشهابي، وقناة العالم.. ومع ذلك تحذرنا البسوس من التحالف الإخواني الإيراني!

يشتم هذا المتآمر ويلعن دول الخليج، ثم لا تنطق بحرف واحد عن دعم دول الخليج لنفس الشخص الذي يشتمها ويلعنها، ثم تتكلم البسوس عن علاقات الإخوان مع إيران.

 

ما هذه النفسية، وما هذه العقلية، وأين الضمير.. وتضحكنا البسوس -على كثرة المبكيات- عندما تعظنا عن (الإسلام ديناً حنيفاً نقياً ولد قبل تلك الجماعات وسيظل بعدها)! جزاكم الله خيراً ونفعنا بعلمكم الغزير!

 

نتساءل: من يستحق الميدالية الذهبية في الدجل الإعلامي والفبركة والتزوير: البسوس أم صاحب جريدة الفبركة المعروف؟

أقترح سحب الميدالية الذهبية منه وتقديمها للبسوس، وأن يكتفي صاحب الجريدة بالميدالية الفضية!

 

لماذا كل هذا؟

مع بداية حملة البسوس على الإخوان، يتداول الناس هذه الأبيات لشاعر العصر العباسي المشهور (مُخْلص بن شَعْب الفاَتِحي):

تتعاقب علينا الأهِلّة..
بـ(عشرة آلاف) في الصرّة
***
قسمة ضيزى، وفوقها..
خيمة منيفة في (الدرّة)
***
وشعب مسكين يُمسي..
يُخرج النَوى من التربة

 

ولكن هذه الأبيات تجيب على جزء من السبب وراء حملة البسوس، وتظل القصة الكاملة موجودة في مدينة (لانغلي)، بولاية فيرجينيا الأمريكية، حيث مقر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية..