البرادعي وموسى وصباحي يساوون صفر

تاريخ النشر: 18 ديسمبر 2012م

 

إلى أيّ حدّ يمكن لابن آدم أن ينحدر إلى أسفل سافلين!

 

كنا نظن -في البحرين- أن قناة العالم الإيرانية تتربع على عرش الدجل الإعلامي بلا منافس، ولكن تأكدنا، ومن وحي ما يحدث في مصر العروبة والإسلام هذه الأيام، أن إعلام الفلول لا يقل دجلا وقلة حياء عن الإعلام الصفوي. قلب للحقائق بلا حدود، تضليل وتزوير وتحريف يشتكي منه حتى الحجر والشجر.

يقود هذه المهزلة الثلاثي المرح: محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي. تحول هؤلاء الثلاثة -وقد كان بإمكانهم أن يكونوا معارضين شرفاء- إلى أدوات رخيصة بيد فلول النظام السابق. تحولوا إلى ديكورات يسيّرها من قريب أمثال نجيب ساويرس، ومن بعيد أمثال أحمد شفيق!

 

أما البرادعي، رئيس حزب الدستور، فهو الأكثر قابلية ليكون مجرد قطعة ديكور، فقد كان لسنوات طويلة، ومن خلال عمله مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية مجرد ممهّد لغزو العراق وإذلال شعبه، وقد كوفئ على ذلك بمنحه جائزة نوبل للسلام في أكتوبر 2005م!

البرادعي اليوم يحرض الجيش على القيام بانقلاب! ويدعوا أمريكا للتدخل! وينسحب من الجمعية التأسيسية لأن الحضور لا يعترفون بالهولوكوست! ويدعوا إلى بناء معابد للبوذيين في القاهرة!

البرادعي مغرم بالغرب، كل الغرب، وخبير بالشأن الأمريكي: حضارة أمريكا، وأخلاق أمريكا، وبارات أمريكا! هذا هو المسخ الذي يمثل الطرف الأول في جبهة إنقاذ الفلول.

 

أما المسكين عمرو موسى، فقد كان الخيار الأفضل له أن يتقاعد ويغلق الباب على نفسه بعد أن حصل على 11% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية السابقة، ولكن أبى الفلول إلا أن يضعوه أيضا في الواجهة. عمل موسى في مجال السلك الدبلوماسي لسنوات طويلة، واختير أمينا عاما للجامعة العربية من 2001م إلى 2011م. عشر سنوات وعمرو موسى يقود الجامعة العربية (فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل)!

لقد جعل من نفسه مهزلة في يناير 2009م، عندما تصدى أردوغان لتخرصات الرئيس الصهيوني شيمون بيريز في مؤتمر دافوس، ثم خرج محتجا غاضبا، فوقف له عمرو موسى مصافحا، ثم محتارا! حاول اللحاق بأردوغان فتردد، حاول الرجوع إلى مكانه فتردد، ماذا يصنع؟! فما كان من (بان كي مون) إلاّ أن أشار له بالجلوس، مجرد إشارة، فعاد موسى مسرعا إلى مكانه، وجلس بكل أدب في حضرة بيريز! هذا هو المسكين الذي يمثل الطرف الثاني في جبهة إنقاذ الفلول.

 

أما حمدين صباحي، المناضل الناصري، فمشكلته الرئيسة تتمثل في فقدانه لقيمة الزمن، فهو يجهل أن الانتخابات الرئاسية قد انتهت! وأن الدكتور مرسي هو الفائز، وأنه -صباحي- قد خسر من الجولة الأولى بحصوله على المركز الرابع.

صباحي ينام كل ليلة على أمل أن تعاد الانتخابات من جديد، ليفوز هو بالرئاسة.

صباحي يرفع راية العروبة، ثم يقيم علاقات مشبوهة مع أعداء العروبة من أمثال جعجع والصفوية، صباحي يرفع راية الديمقراطية، ويرتبط بعلاقات سرية وعلنية مع طواغيت العصر من أمثال القذافي وبشار. صباحي هو نجم جبهة إنقاذ الفلول، و..

زَعَمَ صَبَاحي أَن سَيَقتُلُ مَربَعاً..
أَبشِر بِطولِ سَلامَةٍ يا مَربَعُ

 

هذه هي شلّة الأُنس التي تقود جبهة إنقاذ الفلول، وهذا هو تلاعبهم بمصير مصر الثورة، وتلاعبهم بدستور الثورة:
ضد الدستور..
وضد الاستفتاء على الدستور..
ثم المشاركة في الاستفتاء يوم السبت 15 ديسمبر بقول (لا)..
ثم الدعوة لمليونية احتجاجية ضد الدستور يوم الثلاثاء 18 ديسمبر..
ثم الدعوة للمشاركة في تتمة الاستفتاء يوم السبت 22 ديسمبر بقول (لا)!!

 

هكذا يقود الثلاثي المرح جبهة إنقاذ الفلول. ونحن مستبشرون بمصير الفلول:

إِذَاَ كَانَ الْغــُرَابْ دَلِيْل قَوْم..
سَيَهديهم إلى دَار الخَرابِ