حتى لا نضيّع البوصلة في خليجنا العربي

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2012م

 

يتعرض الإخوان لهجمة إعلامية شرسة في الخليج العربي. ومثل هذه الهجمة الإعلامية ليست بالأمر الجديد بالنسبة للإخوان، ولكن قيام دولة خليجية شقيقة بتزعم هذه الحملة هو الأمر الجديد والمثير، وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها مسئول كبير في هذه الدولة، اتهم فيها الإخوان بالعمل على الانقلاب على الأنظمة الخليجية الحاكمة و محاولة السيطرة على الحكم في الدول الخليجية!

 

وكما كان متوقعا، دخل على الخط بعض ذوي الدوافع الشخصية، وبعض الحاقدين على الإخوان من كتـّاب وصحفيين، ليدلوا بدلوهم في النيل من الإخوان بكل السبل غير الشريفة:
دخل على الخط كاتب بلغ من العمر عتيّا، يقف على حافة القبر، أمضى عمره المديد وهو يكفر بالرحمن ويؤمن بالشيوعية! فهو عدوّ تقليدي للإخوان..
وآخر يدّعي القومية، يصرّ في كل مناسبة انتخابية على الترشح، ويصرّ الشعب البحريني على رفضه في كل مرة!
وثالث يمزج بين العمل الصحفي والعمل المخابراتي!
ورابع أصبح بسبب غفلة أهل السنة وسذاجتهم شيخا وخطيبا للجمعة، ومازال أهل مدينته يتذكرون مخازيه القديمة والجديدة!

 

سبق صحفي!

ما رأيكم أن نسجل هنا، سبقا صحفيا لا تستطيع حتى قناة (العالم) تحقيقه، حتى نضفي على هذا الموضوع، موضوع: اتهام الإخوان بمحاولة السيطرة على الخليج، نكهة خاصة، ومذاقا حلوا طيبا يستلذ به أتباع مسيلمة الكذاب؟! فنقول بعون الله:

1) كشفت مصادر (مطلعة وموثوقة ومحايدة) عن قيام الإخوان في مصر، بحفر نفق يمتد تحت الأرض بطول (2500) كيلومتر، بدءا من الأراضي المصرية، مرورا بقاع البحر الأحمر، ثم الأراضي السعودية من الحجاز حتى الشرقية، مرورا بقاع الخليج، لينتهي هذا النفق في دولة خليجية شقيقة. يخرج من هذا النفق في اليوم الموعود (مليون) مسلح من الحرس الثوري الإخواني، تدعمهم عشر فرق مدرعة، وثلاث كتائب من الصاعقة. فتكون هذه الدولة الخليجية هي أول دولة يسيطر عليها الإخوان!

2) تسربت أنباء شبه مؤكدة من دولة خليجية ثانية، مفادها إلقاء القبض على حوالي (نصف مليون) عضو من الإخوان، كانوا على وشك القيام بانقلاب دموي مروّع. ولقد تم العثور على كمية ضخمة من الأسلحة هي عبارة عن رُبع مليون بندقية (كلاشينكوف) روسية الصنع، ورُبع مليون بندقية (م-16) أمريكية الصنع، مع آلاف من الصواريخ المضادة للطائرات من إنتاج صيني، ومضادة للدروع من إنتاج إخواني محليّ!

3) وصلت معلومات خطيرة إلى الصحافة الخليجية، مصدرها كل من الـ (C.I.A) ووكالة أنباء (فارس)، أن غواصة تعمل بالطاقة النووية، تابعة للإخوان، قد غادرت قاعدتها في جزر (واق الواق)، متجهة إلى مياه الخليج. تحمل هذه الغواصة صواريخ نووية مضادة لـ (حكومات الخليج)!

4) وأخيرا، تمكنت أجهزة المخابرات الذكية النقية في دولة خليجية، من رصد تحويلات مالية تقدر بـ (75) مليار دولار، مصدرها بنوك إخوانية، خصصت للتوزيع على قبائل (الزولو) في جنوب أفريقيا، ومليشيا المخدرات في كولومبيا، ورجال المافيا في صقلية، بهدف تجنيدهم لصالح الإخوان، ليشكلوا قوات إضافية تكفي لاحتلال كامل أراضي ومياه وأجواء وثروات الخليج العربي!

 

موقف رشيد

تصريحات وزير العدل والشئون الإسلامية البحريني، والتي تناقلتها الصحافة المحلية يوم 14 أكتوبر الحالي، كانت خطوة طيبة لتصحيح المسار، وتنبيه الغافلين والمتغافلين إلى الخطر الحقيقي الذي يهدد أنظمة وشعوب الخليج العربي.

قال الوزير: "المصدر الرئيسي لتهديد دعائم الأمن القومي في المنطقة هو الفكر المتطرف الذي يتبناه (حزب الله) والتياران (الشيرازي) و(الصدري) ومن ينتمي إليهم من جمعيات وشخصيات ورجال دين مستغلين سياسيا مبدأ ولاية الفقيه الذي حوّل المرجعية الدينية إلى مرجعية سياسية، وهذا يمثل خطورة وانغلاقا تاما، ويعمق مفاهيم الطائفية السياسية".

وقال الوزير: "إن مروجي هذا الفكر المتطرف يمثلون مشروعا واحدا يقوم على أطر موحدة توجهها المرجعيات الدينية السياسية. وأكد الوزير أن هذه المرجعيات الدينية تؤمّن الغطاء الشرعي لأعمال التطرف والإرهاب، والعمل على إنشاء جيل جديد يحمل روح الكراهية لأنظمة الحكم والطوائف الأخرى".

 

هل هؤلاء من الإخوان؟!

يجب على شعب الخليج العربي ألا ينصاع لمحاولات التزييف والتضليل والتخدير، وألا يصرف نظرهم شيء عن العدو الحقيقي الذي يتآمر على حرية واستقلال، بل وعقيدة الشعب العربي المسلم في الخليج، ونذكـّر الجميع:

× ليس الإخوان هم من احتل الجزر العربية الثلاث في بداية السبعينيات..

× وليس الإخوان من تآمر على أمن واستقلال البحرين في بداية الثمانينيات، ثم في أواسط التسعينيات، ثم في فبراير 2011م..

× وليس الإخوان هم من حاول اغتيال أمير الكويت في الثمانينيات، وفجروا المقاهي، وخطفوا الطائرات وقتلوا بعض ركابها من أهل الكويت المسالمين..

× وليس الإخوان من قتل وخرّب في موسم الحج في الثمانينيات، فانتهك المسجد الحرام في البلد الحرام في الشهر الحرام..

× ولم يكن الإخوان وراء تدريب وتسليح وتحريض الزنادقة الحوثيين ليعتدوا على الأراضي السعودية، فيقتلوا ويخطفوا الأبرياء الآمنين..

× وليس الإخوان من يمارس اليوم أعمال القتل والحرق والإرهاب في شوارع البحرين والمنطقة الشرقية..

ليس الإخوان من يتآمر على شعوب وحكومات الخليج وغير الخليج، بل هم أعداء الإخوان، وأعداء الأمة على مر العصور، فانتبهوا أيها الطيبون من أهل الخليج العربي، ولا يشغلنكم شاغل عن العدو الحقيقي القابع في الجوار، والذي لن يتردد لحظة واحدة في التهام الخليج بأسره، متى ما توصل إلى اتفاق مع الأمريكان حول كيفية (تقسيم الغنيمة)!