مقالاتي
محمود حسن جناحي
أحدث المقالات قضايا بحرينية قضايا عربية وعالمية فكر وثقافة شخصيات إسلامية المؤلفات
من الركائز الفكرية لإخوان البحرين
بقلم: محمود حسن جناحي
تاريخ النشر: 7 يوليو 2012م

في الحالة الإسلامية للمجتمع البحريني، بات معروفا أن للتيار الذي يتبنى فكر الإخوان المسلمين تواجد قديم ومعروف، وذلك من خلال جمعية الإصلاح، وهي كبرى الجمعيات الإسلامية وأقدمها.

 

شعار جمعية الإصلاح - البحرين

شعار جمعية الإصلاح - البحرين

 

ولهذه المدرسة الإسلامية العريقة في البحرين -مدرسة الإخوان المسلمين- قواعد وركائز فكرية تمثل أصالة هذه المدرسة وهويتها الإسلامية وسمتها الوطني العروبي، وتتمثل فيما يأتي:

 

1) المرجعية الإسلامية: فالإسلام بمصادره ومقاصده قوة جمع وتوحيد وضبط لتوجهات الأمة وتطلعاتها، ومصدر إلهام وتجديد، ومادة تفاعل للشعب ورعاية لمصالحه.

 

2) التأصيل الشرعي والتاريخي: الإخوان لا يمثلون حدثا طارئا في المجتمع البحريني، فمرجعهم الأول هو الإسلام ذاته، ووجودهم يمتد في التاريخ البحريني المعاصر لحوالي سبعة عقود.. وعليه، فهم يعملون من منطلق القوة والأمانة: قوة التراث والتاريخ، وأمانة المبدأ والأصل.

 

3) المنهج الوسطي: وإمكانية تحققه على أرض الواقع، فما شرع الله سبحانه لنا هذا النهج إلاّ ليتحقق على الأرض، لا ليحلّق في السماء!
والوسطية ليست وصفة جاهزة، بل توازن واعتدال وجهاد واجتهاد، انطلاقا من مبادئ الدين الحنيف، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وليست الوسطية حالة انعدام للموقف الواضح أو هي ميوعة فكرية وسياسية!

 

4) الانفتاح والتفاعل: دعوتنا الإسلامية ليست بنية مغلقة ومعزولة، بل هي كائن حي ينمو ويتعلم ويتكيف في وسط حي! لذلك فإن قضية العلاقات المجتمعية والحوار الفكري تعدّ من القضايا الإستراتيجية والمحورية التي لا يمكننا إغفالها.
وإذا كانت المدرسة الإخوانية قد قصرت في بعض من جوانب هذا الانفتاح على المكونات والفعاليات والاتجاهات المختلفة، فلهم فرصة لتلافي هذا التقصير من خلال العمل الميداني الدعوي والسياسي في الفترة القادمة بإذن الله.

 

5) تنوع لغة الخطاب: بحيث يكون قادرا على تغطية واجتذاب قطاعات واسعة من المجتمع، فيراعي بساطة الأكثرية، ويشبع تطلعات النخب المثقفة في آن واحد، وهذا لن يتحقق إلا من خلال البرامج والأنشطة التي تراعي كل المستويات.

 

6) العلاقة الحكيمة بالسلطة السياسية.. وتتجلى أبعاد هذه العلاقة في:
• واجب مواجهة حالات الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، لتخليص المجتمع من شرورها، قياما بالقسط بين الناس.
• وضرورة التعاون مع هذه السلطة السياسية، أخذا بدواعي مصلحة الأمة، وللمحافظة على السلم الاجتماعي الضروري للدعوة والتنمية.
• والمشاركة الواعية والمسئولة، إلى جانب المعارضة الدستورية الحضارية التي تمثل المنهج الوسط بين المقاطعة السلبية والمغالبة المهلكة.. مع تأكيد أن هذه المعارضة الدستورية الحضارية هي الوجه الآخر للمشاركة الإيجابية الحقيقية، وأنها لا تعني مشاركة التبعية والذوبان.

 

7) إبراز النظرة التنموية: من حيث الاهتمام بالاقتصاد، والبحث العلمي والتكنولوجيا، والتعليم والتنمية البشرية، والبيئة، وأزمة البطالة.. إلخ.

 

8) الموازنة بين الأصالة والمعاصرة: فالمدرسة الإخوانية تحرص على تأكيد مبدأ الأصالة والهوية الإسلامية، مع إمكانية استيعاب كل صالح من ثقافة العصر ونتاج الشعوب الأخرى.

 

9) ترسيخ الحوار: بوصفه قيمة إسلامية وحضارية لتحقيق التعايش والتواصل مع كافة الأطراف الأخرى.

 

10) وضوح الحسّ الوطني: فحب الوطن من الإيمان، والفكر الإخواني حريص على أمن الوطن وازدهاره ووحدته، والتصدي لكافة المشكلات التي يعاني منها المجتمع.

 

11) استيعاب خصائص الإسلام:
• فخطاب الإخوان معتدل ومتوازن، والاعتدال والتوازن مسلك يتحاشى الإفراط أو التفريط، ويكون بين ذلك قواما.
• والالتزام بالتدرج، لأن التدرج صفة كونية وتشريعية، راعاها الخطاب النبوي منذ بداية عهد النبوة.
• والإيجابية، ونعني بها حسن الظن بالناس، وتغليب الأمل والتفاؤل والرجاء، وتجنب سبيل اليأس والتيئيس، وفي الحديث الشريف: (من قال هلك الناس فهو أهلكهم). (رواه مسلم)
• والخطاب الحكيم. يقول تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (النحل 125)
• والخطاب الوسطي، والوسطية من أهم خصائص الدين الحنيف ونحن الأمة الوسط.