مع الدكتور سعد المرصفي وموسوعته عن الوسطية

تاريخ النشر: 20 مارس 2012م

 

تتميز المدرسة الإخوانية باعتنائها الشديد بالوسطية الإسلامية، تنظيرا وتطبيقا، حيث لازمت هذه الخاصية -الوسطية- الفكر الإخواني منذ نشأته الأولى.

فالناظر بتعمق في رسائل الإمام حسن البنا رحمه الله، يلاحظ ملامح هذه الوسطية من خلال أطروحاته وأفكاره، خاصة في أصوله العشرين الجامعة في رسالة (التعاليم).

وتبدو هذه الوسطية بارزة في الكتاب الفقهي الرائع (فقه السنة)، الذي ألفه الشيخ السيد سابق رحمه الله بطلب من الإمام البنا.

كما واصل تلامذة الإمام وصحبه هذا النهج من خلال مؤلفاتهم العلمية، ودعوتهم العملية، كما يتجلى ذلك واضحا -على سبيل المثال- في العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، الذي يعد الفقيه الإسلامي الأبرز في هذا العصر.

 

من أهم وأشمل ما ألـِّف من كتب لمفكرين ينتمون لهذه المدرسة، ذلك العمل الفكري العظيم الذي قدمه الشيخ الدكتور سعد المرصفي، أستاذ الحديث وعلومه، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وذلك من خلال (الموسوعة الوسطية)، وهي عبارة عن (23) جزءا، وكل جزء يحمل عنوانا خاصا.

الشيخ الدكتور سعد المرصفي

الشيخ الدكتور سعد المرصفي

 

لنتعرف على مدى شمولية وتكامل هذه الموسوعة، نستعرض بعض عناوينها:
الوسطية حقيقة شرعية، مكانة الأمة الوسط، معالم الوسطية، ثقافة الأمة الوسط، الوسطية وأدب الاختلاف، الوسطية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الوسطية والإرهاب العالمي، الوسطية والجهاد، الوسطية والحرية الإنسانية، الوسطية والتكفير، الوسطية ومكارم الأخلاق..

 

يبين الدكتور المرصفي أهمية النهج الوسطي للأمة: "واجب الأمة الوسط، خير الأمم، أن تكون في الطليعة دائما، ولهذا المركز تبعاته، فهم لا يؤخذ ادعاءً، ولا يسلّم لها به إلا أن تكون هي أهلا له.والأمة الوسط الخيّرة بتصورها الاعتقادي، وبنظامها الاجتماعي أهل له. فبقي عليها أن تكون بتقدمها العلمي، وبعمارتها للأرض -قياما بحق الخلافة- أهلا له كذلك..".

 

ويستعرض الشيخ دور هذه الوسطية في حياة الأمة من جميع الجوانب: في التفكير والشعور، في التنظيم والتنسيق، في الارتباطات والعلاقات، في المكان والزمان، في الاتفاق والاختلاف، في الحرب والسلام، في الثقافة والسلوك..

ويخصص الشيخ جزءا خاصا عن الإسلام باعتباره دين السلام العالمي، ويبين مدى حاجة الإنسانية إليه. ويخصص جزءا آخر للحديث عن ظاهرة الإرهاب على المستوى العالمي، وكيف أن الإسلام بنهجه الوسطي السمح هو خير من يتصدى لهذه الإرهاب الناتج من دول أو أفراد.

 

ويؤكد المؤلف على أن مصادر الثقافة الإسلامية، هي الأساس لترسيخ هذه الوسطية فكرا ونهجا وسلوكا، وهذه المصادر هي:
• أولا: القرآن الكريم
• ثانيا: السنة النبوية
• ثالثا: التراث الإسلامي
• رابعا: الإبداع العلمي

 

وفي الجزء الأخير، يتكلم الشيخ عن (الوسطية ومكارم الأخلاق وحاجة الإنسانية إليها)، ليؤكد على أن خصائص الإسلام، سواء كانت الوسطية أم غيرها، ستظل أفكارا تحلّق في علم المُثل لولا أن التطبيق العملي، الناتج عن السلوك السوي هو الذي يعطيها قيمتها الحقيقية.