مقالاتي
محمود حسن جناحي |
أحدث المقالات قضايا بحرينية قضايا عربية وعالمية فكر وثقافة شخصيات إسلامية المؤلفات |
ليس النفط فقط بل الماء أيضا
بقلم: محمود حسن جناحي
تاريخ النشر: 8 أبريل 2010م
إذا كان ظهور النفط قد جعل من المنطقة العربية أحد المحاور الساخنة للصراع الدولي خلال العقود الماضية، فإن المياه العربية ليست بأقل خطورة من النفط، وستكون لها الأهمية القصوى في استراتيجيات العدو الصهيوني، ومن ورائها القوى الدولية، في الحقبة القادمة.
للدلالة على خطورة هذا الموضوع، هذه بعض الأرقام المهمة التي
أوردها الأستاذ عادل عبد الجليل بترجي في كتابه القيم (المياه حرب
المستقبل):
مجرى ومنبع نهر النيل
نترك لغة الأرقام لنعود إلى واقعنا الحالي، ومدى علاقة هذا الواقع بمسألة المياه ضمن صراعنا المصيري مع العدو الصهيوني. لقد أدرك زعماء اليهود، منذ أواسط القرن التاسع عشر، أن تحقيق أهدافهم في تهجير ملايين اليهود إلى فلسطين لن يتم إلا بتوسيع السيطرة على أراضيها، وأن التوسع في استغلال الأراضي لن يتم إلا بتأمين كميات كافية من المياه لإروائها، وبالهيمنة الكاملة على مصادرها. ولقد أدت الصهيونية دورا مهما في تعيين الحدود السياسية لفلسطين في عهد الانتداب البريطاني، فأدخلت كثيرا من مصادر المياه داخل حدود الدويلة الصهيونية.. بل إنه في عام 1919م، بعث حاييم وايزمن زعيم الحركة الصهيونية برسالة إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا طالب فيه بضرورة أن يضم المشروع اليهودي في فلسطين كل من حوض نهر الليطاني، وجبل الشيخ الذي به منابع نهر الأردن واليرموك.
ومن المعروف اليوم، أن مصادر المياه في فلسطين المحتلة تكاد لا تسد الحاجات الحالية للدولة الصهيونية، فمسألة البحث عن مصادر إضافية مضمونة للمياه جزء من الإستراتيجية الصهيونية، وقد ذكرت صحيفة (هآرتس) في سنة 1978م أنه "إذا لم يجر عاجلا تطوير سريع للموارد المائية الموجودة، فسيحدث نقص بمقدار 400 إلى 450 مليون متر مكعب من المياه خلال العقد التالي، كنتيجة للزيادة في عدد السكان..".
مجرى ومنبع نهري دجلة والفرات
وهاهي إسرائيل اليوم تحاول أن تثبّت قدميها في أرض الرافدين في ظل الاحتلال الأمريكي، وهاهي تحاول -مع حليفتها أمريكا- ابتزاز سوريا وإخراجها من حالة الحرب(!) إلى حالة الاستسلام والخضوع، وهي الحالة التي ستؤدي إلى موافقة سوريا، حسب خريطة الطريق، على بدء المفاوضات الشرق أوسطية العامة لبحث مختلف القضايا، والتي ستكون المياه في مقدمتها.. وهاهي إسرائيل تحاول جاهدة أن تقيم روابط إستراتيجية مع تركيا الغنية بمصادر المياه.
ألا يكفينا هذا الشعار الصهيوني الواضح: من النيل إلى الفرات، كي نفطن إلى حقيقة نوايا العدو التوسعية و.. المائية!! |