العالم الإسلامي عناصر القوة والضعف

تاريخ النشر: 21 مارس 2009م

 

المقصود بالعالم الإسلامي تلك البقعة المترامية الأطراف، والواقعة بين المحيط الهادي شرقا، والمحيط الأطلسي غربا، والمحيط المتجمد الشمالي شمالا، والمحيط الهندي جنوبا. بصيغة أخرى: من إندونيسيا شرقا، إلى موريتانيا غربا، ومن تتارستان شمالا، إلى جزر القمر جنوبا.

تبلغ مساحة العالم الإسلامي حوالي (33) مليون كيلومتر مربع، وعدد سكانه حوالي مليار ونصف المليار نسمة.

تضم هذه البقعة حوالي (60) دولة مستقلة، أو منطقة خاضعة لحكم دول غير مسلمة مثل تركستان الشرقية الخاضعة للصين، أو فطاني الخاضعة لتايلند، أو تتارستان الخاضعة لروسيا، أو السنجق المقسومة بين صربيا والجبل الأسود!

 

خارطة العالم الإسلامي

خارطة العالم الإسلامي

 

ونحن هنا لا يذهب بنا الطموح بعيدا لنتطلع إلى وحدة إسلامية حقيقة في هذه الحقبة التاريخية، فدون ذلك الكثير من العوائق، ولكن نتمنى حدا أدنى من التعاون والتنسيق ووحدة المواقف في القضايا الكبرى، لنكون -على الأقل- في مستوى الاتحاد الأوروبي!

يمتلك العالم الإسلامي بعض عناصر القوة، التي يجب استثمارها وتنميتها، وبعض عناصر الضعف التي يجب تجنبها وتحجيمها!

 

عناصر القوة

أهم عناصر القوة هو الدين الإسلامي. والإسلام دين طبيعته القوة والوحدة والعلم والحضارة، والإسلام هو منبع النور الذي لا يخفت، وتبقى المسألة في مدى نجاحنا وقدرتنا في الاستمداد من هذا النور.

الكثرة العددية، فهذا العدد لا يهزم من قلة.

الموقع الاستراتيجي، فعالمنا الإسلامي يتمدد في ثلاث قارات، ويطل على أربع محيطات، ويتحكم (من المفترض) في سبعة ممرات حيوية، هي قناة السويس ومضايق البوسفور والدردنيل وجبل طارق وباب المندب وهرمز وملقا.

الثروات الهائلة من نفط وغاز ومعادن وزراعة وغابات ومياه.

الحركات والجماعات والتجمعات الإسلامية التي غطت النقص الناتج عن عدم قيام الحكومات بدورها الإسلامي المنشود.

التراث التاريخي الذي يشكل مادة فاعلة للتطلع للوحدة الإسلامية مستقبلا، بناء على الفترات التاريخية التي جمعت بين المسلمين في إطار سياسي واحد (الخلافة).

 

عناصر الضعف

ضعف الالتزام -عموما- بالدين الإسلامي الحنيف. هذا الضعف ينسحب -بالضرورة- على سائر المجالات الأخرى باعتبار أن اٍلإسلام هو المصدر الأول الملهم للنجاح والتفوق والقوة والعلم. ألسنا أمة سورة القلم وسورة الحديد!

النظم الحاكمة التي تعاني من شتى صنوف الضعف والفساد والتبعية للخارج.

التخلف العلمي والتكنولوجي مقارنة بأمريكا وأوروبا واليابان، بل مقارنة بكثير من دول العالم الثالث كالهند والبرازيل.

كثرة القلاقل والفتن والتحزبات التي مزقت المجتمعات الإسلامية شر تمزيق. هذه الفتن لا شك للعدو دور مهم في إشعالها، ولكن يجب ألا نعلق أسباب ضعفنا على "شماعة الخارج" فقط ونتناسى ضعفنا الداخلي، الذي يبرع العدو في استخدامه.

بعض الأقليات التي تعمل كطابور خامس لتفتيت الصف وخدمة الخصم الخارجي.

تقصير بعض التجمعات الإسلامية في أداء واجبها الرسالي، وخلطها بين الغث والسمين، وإضاعتها لبوصلة الأولويات.