الوحدة الخليجية أمان للمنطقة
ضيف الندوة: الأستاذ محمود جناحي
المستضيف: الدكتور عبداللطيف الشيخ
تاريخ النشر: 16 مارس 2009م
* تغطية إعلامية نشرتها جريدة أخبار الخليج
استضاف النائب الدكتور عبد اللطيف الشيخ في ديوانيته الأسبوعية التي أقيمت الثلاثاء الماضي بعد صلاة العشاء الكاتب والمحلل السياسي محمود حسن جناحي، الذي تحدث عن الادعاءات الإيرانية بشأن البحرين، حيث بين أهمية طرح هذا الموضوع نظراً إلى خطورته.
ثم أوضح أن هناك ثلاثة عوامل وراء ادعاءات المطالبة بالسيادة في العالم وهذه العوامل هي العامل الجغرافي والعامل التاريخي والعامل الديمغرافي (السكاني)، فمن خلال دراسة العوامل السابقة وإسقاطها على البحرين يظهر لنا جلياً مدى بطلان الادعاءات الإيرانية، فجغرافياً البحرين تعتبر امتداداً لشبه الجزيرة العربية فهي تقع على الجانب الشرقي من ساحل شبه الجزيرة العربية.
الدكتور الشيخ عبداللطيف الشيخ
الأستاذ محمود حسن جناحي
أما الادعاء بالتبعية التاريخية فقد أكد جناحي بطلان هذا الإدعاء أيضاً نظراً إلى وجود حضارة في البحرين قبل أن تكون هناك حضارة في فارس، وقد سرد بالتفصيل تتابع قيام الحضارات على أرض البحرين على مدى العصور، من دون أن تكون هناك تبعية لأي منها لإيران، باستثناء فترة قصيرة خضعت فيها المنطقة للاحتلال غير المباشر من قبل الحكم الساساني في بلاد فارس.
أما بالنسبة إلى العامل الديمغرافي (السكاني) فقد أوضح أن البحرين سكنتها القبائل العربية منذ القدم كقبائل بكر بن وائل وتميم وعبد القيس.. وغيرها من القبائل العربية، وبحكم موقع البحرين بالنسبة إلى التجارة الدولية فقد سكنها خليط من مختلف الأعراق والأجناس، وقد كان للجالية الهندية تواجد في البحرين منذ ما قبل الإسلام، وهم القوم الذين عرفوا بـ (الزط)، وقال المؤرخون في وصفهم: "أقوام من الهند"، فهل يعني ذلك أن تخضع البحرين للسيادة الهندية!!
وقد استشهد بمقولة الرحالة الدانمركي نيبور عام الذي قام بجولة حول أطراف الخليج العربي عام 1761م ثم قال "لقد اخطأ الجغرافيون فالعرب هم الذين يسيطرون على إمارات الخليج العربي من الجهتين".
أما بالنسبة إلى العصر الحديث ففي عام 1971م أرسلت الأمم المتحدة لجنة لتقصي الحقائق ومن خلال استفتاء سكان البحرين توصلت اللجنة إلى أن الغالبية الساحقة لسكان البحرين تريد "إقامة دولة عربية مستقلة ذات سيادة".
كما أن التصويت على ميثاق العمل الوطني عام 2001م الذي بلغت نسبة الموافقة عليه 98.4% هو بمثابة موافقة على شرعية الحكم القائم، المبني على وجود دولة عربية مستقلة.
وفي الختام دعا جناحي إلى المطالبة بإقامة الوحدة الخليجية التي تعتبر بمثابة صمام أمان للمنطقة، وليس بالضرورة أن تكون الوحدة بالاندماج التام كالوحدة اليمنية، فالوحدة الإماراتية قد تكون نموذجاً مناسباً للوحدة الخليجية.
وقد أثرى الحاضرون النقاش من خلال مداخلاتهم المتميزة التي أكدت الحس الوطني العالي الذي يتمتع به الشعب البحريني، حيث أكد الحاضرون جميعاً على عروبة البحرين ووقوفهم صفاً واحداً مع قيادتهم الرشيدة في وجه هذه الادعاءات، وفي مداخلة للنائب الدكتور عبد اللطيف الشيخ أكد من خلالها أهمية إقامة مشروع مضاد بحيث يجمع جميع فئات المجتمع ضد هذه الادعاءات والافتراءات الإيرانية التي تهدد أمن المنطقة برمتها، كما دعا إلى تعجيل إقامة الوحدة الخليجية التي كانت وما زالت حلما يراود كل مواطن خليجي منذ ثلاثة عقود.