مقالاتي
محمود حسن جناحي |
أحدث المقالات قضايا بحرينية قضايا عربية وعالمية فكر وثقافة شخصيات إسلامية المؤلفات |
اللغز الإيراني - دولة غنية وشعب فقير
بقلم: محمود حسن جناحي
تاريخ النشر: 19 فبراير 2009م
تشير تقارير البنك الدولي الصادرة عام 2006م، عن أوضاع التنمية في العالم في عام 2005م، إلى أن الناتج القومي الإجمالي في إيران قد بلغ (170) مليار دولار.
تمتلك إيران احتياطا نفطيا يقدر بـ (126) مليار برميل، يشكل حوالي (12) بالمائة من إجمالي النفط العالمي، وتنتج إيران يوميا (4) مليون برميل من النفط، الذي تعتمد عليه إيران بشكل أساسي، إذ يشكل حوالي (80) بالمائة من صادراتها. كما تمتلك إيران احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي يبلغ نحو (27) مليار متر مكعب، مما يشكل نحو (15) بالمائة من إجمالي الاحتياطي العالمي من الغاز. وتستخرج إيران (150) مليون طن من المعادن سنويا، ويساهم هذا التعدين بحوالي (9) بالمائة من الناتج الوطني الإجمالي. أما صناعة السجاد اليدوي فتحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد النفط، وقد بلغت صادرات إيران منه في أواسط التسعينيات أكثر من (مليار) دولار. ولا ننسى المكسرات الإيرانية الشهيرة، التي تبلغ صادراتها أكثر من (600) مليون دولار سنويا.
والقائمة طويلة، وليست التفاصيل مهمة أهمية السؤال الذي يطرح
نفسه في هذا المقام:
الذي لا شك فيه أن مليارات من الثروة الهائلة تذهب لصالح مشاريع النووي الإيراني ومشاريع التسلح الهائل، وهذه مسألة لا ينتطح فيها عنزان! ولكن المأساة الكبرى تكمن فيما لا يعلمه الكثيرون عن ما تفعله إيران بأموال هذا الشعب المسكين، وهو الإنفاق الهائل على مشاريع ترويج الفكر العقائدي لنظام ولاية الفقيه، ونشر المعتقدات التي تعمل على زرع الشقاق في المجتمعات الإسلامية الموحدة، وتأسيس اللوبيات الفكرية والدينية والسياسية الموالية لها، حتى تتمكن من بسط نفوذها ومعتقداتها على العالم الإسلامي!
هذه جولة سريعة لتأكيد هذه الحقيقة:
1) في كينيا: أشرفت القنصلية الإيرانية في
نيروبي على تأسيس مركز ثقافي كبير، يحتوي على مكتبة ضخمة تضم آلاف
الكتب ذات الطابع المذهبي.
2) في أفغانستان: تقدم إيران دعما ماديا غير
محدود لتمكين الموالين لها من الهيمنة على قطاع الإعلام، كقناة
(آريانا)، وقناة (تمدن) التي يشرف عليها آية الله محسني الذي يتردد
كثيرا على إيران.
3) في إندونيسيا: تلعب أموال الشعب الإيراني
المسكين(!) دورا هائلا في كسب الموالين لنظام ولاية الفقيه.
4) في السنغال: بدأ العمل لنشر النفوذ
الإيراني بعد الثورة الإيرانية مباشرة، وبإشراف وتخطيط من السفارة
الإيرانية في داكار.
5) في السودان: النشاط الإيراني أكبر من أن
تخطئه العين، والمال الإيراني أكثر من أن يتم تجاهله!
6) في جزر القمر: إلى سنوات محدودة مضت، لم
تكن هذه الدولة الصغيرة تعاني من أي توترات ذات طابع طائفي ومذهبي،
حتى جاءت إيران منذ عام 2006م فأحدثت فتن وقلاقل ما كان يعرفها هذا
المجتمع المسلم الصغير.
هذه كانت مجرد "عينات" مما تقوم به إيران من جهد كبير، عماده المال، في سبيل إحداث تغييرات في كثير من الدول الإسلامية، وزرع لوبيات ومنظمات ومؤسسات تروج للنظام الحاكم في طهران.
هل ما زال اللغز لغزا.. دولة غنية وشعب فقير؟؟ |