سبتة ومليلة 500 سنة احتلال

تاريخ النشر: 10 مايو 2008م

 

مقدمة تاريخية:

في أواخر القرن الميلادي الخامس عشر، بلغت الحرب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين في شبه الجزيرة الأندلسية مرحلة حرجة جدا. فقد تراجع الوجود الإسلامي إلى أقصى الطرف الجنوبي من الأندلس، حيث دويلة غرناطة، المحاصرة من قبل النصارى من ثلاث جهات.

 في هذه الفترة، وقبل سقوط غرناطة في عام 1492م أخذت الممالك النصرانية تشن حملات عسكرية على الساحل الأفريقي الشمالي، مكونة عدة مستعمرات تمتد من السواحل الليبية حتى سواحل المغرب الأقصى المطلة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ومن ضمنها مدينتي سبتة ومليلة.

ولما أخرج المسلمون نهائيا من الأندلس في السنوات اللاحقة، تعزز وضع هذه المستعمرات الأوروبية. ولما ظهرت الدولة العثمانية على مسرح أحداث الشمال الأفريقي، أخذت هذه المستعمرات القوية في طرابلس الغرب وتونس والجزائر تتساقط أمام الجيوش والأساطيل الباسلة للدولة العثمانية، وأصبحت هذه المناطق جزءا من الدولة العثمانية المترامية الأطراف، ولكن مدينتي سبتة ومليلة بقيتا تحت الاحتلال منذ ذلك الحين من دون أن تتمكن الحكومات المتتابعة التي حكمت المغرب الأقصى من أن تستردهما!

 

موقع مدينتي سبتة ومليلة على خارطة المغرب العربي

موقع مدينتي سبتة ومليلة على خارطة المغرب العربي

 

مدينة سبتة:

سقطت المدينة بيد البرتغال سنة 1415م، ثم انتقلت السيادة إلى الأسبان ابتداء من عام 1668م.

وسبتة ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان بأنها بلدة مشهورة من بلاد المغرب ومرساها أجود مرسى على البحر.

ومن الرَّحالة الذين زاروها ابن بطوطة وابن جبير. ونسب إليها ياقوت الحموي جماعة من أهل العلم منهم ابن مرانة السبتي الذي كان من أعلم الناس بالحساب والهندسة والفقه.

يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 80 ألف نسمة، وتقع في أقصى الطرف الشمالي من الساحل المغربي، عند مدخل مضيق جبل طارق.

 

مدينة مليلة:

سقطت بيد الأسبان عام 1498م بعد مقاومة باسلة امتدت لسنوات عديدة.

تقع مليلة على الساحل الشمالي الشرقي للمغرب على البحر المتوسط، وقد ذكرها الإدريسي في كتابه "نزهة المشتاق" بأنها مدينة حسنة متوسطة ذات سور منيع وبها عمارات متصلة وزراعات كثيرة.

 

الوضع الحالي:

تخضع المدينتان للاحتلال الأسباني وتتمتعان بنوع من الاستقلال الذاتي هو أشبه بـ(الوضع الخاص).

وقد وضعت إسبانيا إجراءات قانونية عدة للحد من هجرة المسلمين نحو المدينتين، وشجعت في المقابل الهجرة الإسبانية وخاصة منذ الستينيات والسبعينيات، كما ضيقت على السكان المسلمين هناك ومنعتهم من تراخيص البناء وحاصرت نشاطاتهم الدينية والثقافية.

ويتكلم الأسبان صراحة في أدبياتهم عن بقاء المدينتين تحت حكمهم إلى الأبد!