مقالاتي
محمود حسن جناحي |
أحدث المقالات قضايا بحرينية قضايا عربية وعالمية فكر وثقافة شخصيات إسلامية المؤلفات |
المحرق وعمر بن الخطاب والصفويون الجدد
بقلم: محمود حسن جناحي
تاريخ النشر: 22 مارس 2008م
الوحدة الوطنية قضية مصيرية، ومسألة محورية تتبعها وتتعلق بها العديد من القضايا الرئيسة الأخرى، وهي الشغل الشاغل للعديد من الفعاليات والتجمعات الأهلية والشخصيات البارزة في المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، فالكل يتكلم عن هذه القضية، والكل يكتب فيها، والكل يحاضر عن ضرورتها وأهميتها. ولكن هناك ملاحظة مهمة تتعلق بهذا الشأن لابد وأن تقال، وتتعلق بمدى الإخلاص بمسألة الوحدة الوطنية. فالإخلاص للقضية، والجدية في العمل، والرغبة الصادقة المنبعثة من قلب صادق يستشعر المسئولية، وموافقة القول العمل، والنفسية السوية، هي أهم الخصائص التي يجب أن يتميز بها من ينادي بالوحدة الوطنية والإسلامية. فلا مكان بالتالي لطلاب المصالح الشخصية و المكاسب السياسية، أو طلاب "الزعامة المذهبية" ولو على حساب الوطن! إن مثل هذه القضية الخطيرة يجب أن يتصدى لها من يخلص في سبيلها حقا، ومن يقدم مصلحة الإسلام والوطن على كل ما عداهما. فإذا افتقد الإخلاص فلا فائدة للكلمات المجردة، ولو بلغت في تعدادها الملايين من الكلمات الرنانة والمنمقة!
نسوق هذه المقدمة بعد الخبر المؤلم الذي كشفت عنه (الوطن) يوم الجمعة 14 من شهر مارس الجاري، وفحواه أن البعض قد أقام -وللسنة الثانية على التوالي- ما أسموه بذكرى "تسقيط الزهراء" في مدينة المحرق! إن هذا الخبر يشكل صدمة لكل مواطن مخلص، ويوتر الأجواء، ويسلط الضوء على مدى جدية وإخلاص بعض المتشدقين الذين لا تفوتهم شاردة ولا واردة إلا وفتحوا أفواههم، الأوسع من أفواه التماسيح! ولعلعت ألسنتهم، الأطول من لسان الحرباء! في تعليمنا أصول الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية.
إلى متى ستظل الأساطير تهيمن على ثقافتنا وتحرف ديننا على هذا الشكل؟ وإلى متى سيظل أناس ينفخون في الرماد ليعموا الأبصار والقلوب؟ وإلى متى سيظل بعض المتمسكين بالزعامات يملئون بطاريات الحقد الديني الرهيب الذي لو مزجت قطرة منه بالمحيط الهادي لمزجته؟ أهكذا نتعامل مع سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيره؟ وهل هكذا نعبر عن حبنا لبنت رسول الله سيدة نساء العالمين وسائر أهل البيت رضي الله عنهم: بتحريف التاريخ وتشويه الدين وزرع الأحقاد وبذر الفتن ما ظهر منها وما بطن؟ وأين؟ في المحرق؟ مدينة الانسجام والوئام وقلعة الوحدة الوطنية ورمزها! ألهذه الدرجة تمكنت الشعوبية البغيضة والصفوية الحاقدة من بعض أبناء هذا الوطن، فرضوا لأنفسهم أن ينحدروا إلى هذا الدرك من الفتنة؟ وإلى متى يستمر هذا الموقف الغريب المتناقض مع كل عقل ونقل حيال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة الخليفة الراشد الثاني، الذي أطفأ الله على يديه نار المجوسية، وأزال ملك الأكاسرة ليسيح الإسلام العظيم في تلك الربوع ولينعم أهلها بعدالة الإسلام بعد جور الأديان!
يقول أمير المؤمنين وأسد الله ورسوله، علي بن أبي طالب رضي الله
عنه وهو يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ويعبّر ابن عم رسول الله وزوج ابنته، يعبّر عن عميق حبه لصاحبه
عمر بن الخطاب فيخاطبه ناصحا:
ويؤكد على مكانة الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة ومدى التزامه
بنهجهم في الرسالة التي بعث بها إلى معاوية، يقول:
هذا هو موقف الإمام عليّ من عمر وسائر الصحابة، ولا عجب في ذلك،
فعليّا -لا شك- كان يسمع مع سائر الصحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يخاطب عمر قائلا:
ويقول عليه الصلاة والسلام:
هذا هو عبقري الإسلام عمر بن الخطاب، وهذا هو موقف الرسول والآل والصحب منه.
ثم نقول: ما هذه الإساءة التي تلحق بأمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه نتيجة للاعتقاد بمثل هذه الأساطير والخزعبلات!
من الواضح أن بعض أتباع الصفوية الجديدة البغيضة يريدون أن
يستغلوا نهج الإصلاح لمآرب أخرى! |