مقالاتي
محمود حسن جناحي |
أحدث المقالات قضايا بحرينية قضايا عربية وعالمية فكر وثقافة شخصيات إسلامية المؤلفات |
لبنان بلد الطوائف
بقلم: محمود حسن جناحي
تاريخ النشر: 29 سبتمبر 2007م
استخدم اسم (لبنان) لأول مرة ابتداء من ستينيات القرن التاسع عشر الميلادي، مع تفاقم الدور الأوروبي (خاصة الفرنسي) في منطقة الشام، الخاضعة وقتذاك للدولة العثمانية. وقد أخذ هذا الدور منحى خطيرا وسافرا مع إعلان القائد الفرنسي الجنرال غورو قيام (دولة لبنان الكبير) في عام 1920م بعد قيام فرنسا باحتلال الجزء الأعظم من الشام في أعقاب الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، فيما قامت بريطانيا بالهيمنة على فلسطين والأردن. وفي سنة 1924م أصدر المستعمر الفرنسي قرارا قسّم بمقتضاه بلاد الشام، حيث كوّن وبصورة رسمية كيانا مصطنعا تحت اسم (لبنان)، ويخضع للحكم الفرنسي.
خريطة لبنان
حصل لبنان على استقلاله عام 1943م ولكن بعد أن ضمنت فرنسا بقاء النفوذ الفرنسي عن طريق تكريس حالة طائفية شاذة، تجعل منصب الرئاسة وكثير من المناصب الحساسة الأخرى حكرا على النصارى، خصوصا الطائفة المارونية، التي تنظر إلى فرنسا بوصفها الأم الحنون لها!
ومن المعلوم أن الكيان اللبناني قائم على تركيبة عجيبة وفريدة لا تماثلها في هذه التركيبة أي دولة أخرى في العالم! فلبنان هي دولة (الطائفية الرسمية)، ويبلغ عدد هذه الطوائف الرسمية سبعة عشر طائفة!! وكل مواطن لبناني يحدد له انتماؤه الطائفي ضمن المعلومات التي يحملها في بطاقة هويته.
وهذه هي طوائف لبنان الرسمية:
أولا: الطوائف الإسلامية (والمحسوبة على الإسلام):
ثانيا: الطوائف النصرانية:
بالإضافة إلى الطائفة الإسرائيلية (اليهود)!
والتركيبة الطائفية الحالية تجعل منصب رئاسة الجمهورية بيد المارون، ورئاسة الوزراء بيد السنّة، ورئاسة البرلمان بيد الشيعة، وهي الطوائف الثلاث الكبرى في لبنان. تفاقمت الأزمة الطائفية في لبنان خلال السنتين الماضيتين إلى درجة خطيرة، بالرغم من أن اتفاق الطائف عام 1989م أنهى الحرب الأهلية اللبنانية "بصورة رسمية" عن طريق اعتماد المناصفة بين الطوائف في المناصب السياسية، بغض النظر عن النسب الحقيقية لهذه الطوائف!
وبالرغم من صعوبة تقرير نسبة كل من الطوائف الأربع الرئيسة في
لبنان نتيجة انعدام إحصاءات رسمية موثقة، فإن الخريطة التالية تبدو
هي الأقرب إلى الحقيقة:
وهناك ثلاثة عوامل رئيسة تؤجج الصراع في لبنان اليوم:
أما بالنسبة لأهل السنة في لبنان، فهناك عدة عوامل جعلت مواقفهم
ضعيفة بالرغم من أنهم الطائفة الأكبر عددا، والأنصع تاريخا. هذه
العوامل هي: |