الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى
تاريخ النشر: 26 يوليو 2007م
تطلق هذه التسمية على تلك الجمهوريات التي تقع في أواسط آسيا، والتي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق بعد انهياره في أوائل تسعينيات القرن الميلادي المنصرم، وتحدها من الشمال أراضي سيبيريا التابعة لروسيا، وهي أراض إسلامية اغتصبها الروس ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي، وتحدها من الجنوب أفغانستان وإيران، ومن الشرق الصين، وتحديدا منطقة تركستان الشرقية المسلمة الخاضعة للاحتلال الصيني، ومن الغرب بحر قزوين.
خارطة جمهوريات آسيا الوسطى
تشمل خمس جمهوريات هي:
1) كازاخستان: وهي أكبر هذه الجمهوريات مساحة، إذ تبلغ مساحتها 2,716,000 كيلومتر مربع، أي أنها أكبر مساحة من السودان.
وعدد سكانها حوالي (15 مليون) نسمة، وعاصمتها ألماتاي. تبلغ نسبة المسلمين في كازاخستان حوالي (66%).. أما أهم الأعراق، فالكازاخ يشكلون (45%) من السكان، والروس (35%).
2) أوزبكستان: مساحتها 447,000 كيلومتر مربع، وسكانها حوالي (26 مليون) نسمة، منهم (88%) من المسلمين.
أما أهم الأعراق فهي كالتالي: الأوزبك (70%)، الروس (10%)، والتتار (4%).
وطشقند هي عاصمة الجمهورية، ومن مدنها التاريخية الكبرى بخارى وسمرقند.
3) تركمانستان: مساحتها 488,000 كيلومتر مربع، وسكانها حوالي (7 مليون) نسمة، منهم (75%) من المسلمين.
وتبلغ نسبة التركمان حوالي (75%)، والروس حوالي (25%). والعاصمة هي عشق آباد. ومن المدن التاريخية الهامة ترمذ ومرو.
4) قرغيزستان: مساحتها 198,000 كيلومتر مربع، وسكانها حوالي (6 مليون) نسمة، منهم (77%) مسلمون، ونسبة القرغيز تبلغ حوالي (50%)، والتاجيك (25%)، والروس (15%).. عاصمة الجمهورية هي بيشكيك.
5) تاجيكستان: وتقع إلى الشمال مباشرة من أفغانستان. مساحتها 143,000 كيلومتر مربع. والمسلمون يشكلون حوالي (86%) من السكان، وأما أهم الأعراق فهي كالتالي: التاجيك (60%)، الأوزبك (23%)، والروس (9%).. والعاصمة هي دوشانبه.
ويتميز التاجيك بعدم انتمائهم إلى العرق التركي كما هو شأن الكازاخ والأوزبك والتركمان والقرغيز.. بل هم أقرب إلى الجنس الآري الذي يشمل أيضا الفرس والبشتون.
تعاني جمهوريات آسيا الوسطى من المشاكل التالية:
● الاستبداد والفساد: فقد طال التغيير كل الجمهوريات السوفييتية السابقة إلا الإسلامية منها! فهناك جرت انتخابات حرة نزيهة (أو شبه نزيهة) وتغيرت الأنظمة، وسقط الجبابرة وبدأت ملامح التغيير الديمقراطي تظهر بقوة أو على استحياء في أوكرانيا وجورجيا وأرمينيا وليتوانيا وإستونيا وغيرها بدعم سياسي واقتصادي وإعلامي واضح من الغرب، دون أن تصل تلك التغييرات إلى الجمهوريات الإسلامية، فظلت تعاني من تسلط أنظمة قمعية فاسدة هي من بقايا العهد الشيوعي المندثر، وظل يحكم تلك الجمهوريات طراز غريب من البشر رفعوا أنفسهم إلى مرتبة من لا يسأل عما يفعل.. كل ذلك بدعم من روسيا والغرب على حد سواء! فظلت هذه الأنظمة بالتالي في مأمن من الضغوط الأمريكية والأوروبية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وظلت مستثناة تماما من أجندة الإصلاح والتغيير الأمريكية، وهذا النفاق الغربي ليس بجديد، بل هو المنهج المتبع ما دام الأمر يتعلق بالمصالح، وليس رغبة حقيقية في سيادة قيم الحرية والديمقراطية.
● تنافس القوى الكبرى: فبالرغم من التوافق الأمريكي الروسي على إبعاد هذه المنطقة عن أصولها الإسلامية، إلا أنها تتنافس في ما سوى ذلك! فالمنطقة تتميز بالموقع الاستراتيجي والثروات المعدنية الهامة، خاصة النفط.
● ضعف الوعي الديني الصحيح: وذلك بعد سبعين عاما من الحكم الشيوعي الملحد، الذي وجه كل أجهزته الإعلامية والتربوية الجبارة لمحو أي أثر للدين الإسلامي من المجتمع، وهذا يمثل تحديا خطيرا للحركات الإسلامية، حيث أن التجربة الأفغانية أثبتت أن الحماس المجرد والعاطفة الملتهبة لا يكفيان لإقامة مجتمعات إسلامية، بل لا بد من الفهم العميق الناتج عن التربية الإسلامية الجادة والشاملة.
● التنوع العرقي في معظم الجمهوريات الخمس: إذ رسم النظام الشيوعي البائد الحدود بين هذه الجمهوريات بطريقة جعلت العرق الواحد يتوزع بين عدة جمهوريات (راجع الإحصاءات أعلاه).
● الأقليات الروسية الكبيرة في بعض الجمهوريات: وهي قنابل موقوتة، ولن تتردد عند أي مواجهة مقبلة في الانحياز للنظام الحاكم في موسكو على حساب الأنظمة المحلية التي تحمل جنسياتها!