أفغانستان هكذا تتبدد الأحلام

تاريخ النشر: 7 مايو 2007م

 

كان الغزو الشيوعي السوفييتي لأفغانستان في عام 1979م بداية لمرحلة جديدة حاسمة في تاريخ كلا البلدين.

لقد تحولت أفغانستان إلى عرس جهادي رائع طوال الثمانينيات، وأصبحت مصدر إلهام لشعوب العالم الإسلامي المتطلعة لحكم إسلامي صالح على خطى الخلافة الراشدة، حكم كفيل بأن يحقق الازدهار في الداخل ويردع الأعداء في الخارج.

وبدأت قصص الجهاد وملاحم البطولات تترى.. وأصبحنا نضرب المثل بصمود الشعب الأفغاني وببطولات قادته في سبيل حفظ بيضة الإسلام والدفاع عن حرية الوطن واستقلاله.

 

موقع أفغانستان على الخارطة

موقع أفغانستان على الخارطة

 

وأصبح قادة الجهاد الأفغاني ملء سمع العالم وبصره من مثل: برهان الدين رباني زعيم الجمعية الإسلامية، وساعده الأيمن أسد "وادي بانجشير" أحمد شاه مسعود، وعبد رب الرسول سياف زعيم الاتحاد الإسلامي، وقلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي، ويونس خالص زعيم الفصيل الآخر للحزب الإسلامي، وقائده الميداني الشهير جلال الدين حقاني.

وبدأت الهزائم تتوالى على الاتحاد السوفييتي، وبدأ نجم المجاهدين يزداد تألقا، والعالم يزداد إعجابا بالبطولات الحقيقية الرائعة، والتضحيات الكبيرة التي تحملها المجاهدون ومعهم كافة فئات الشعب الأفغاني المسلم.

 

ولكن شيئا فشيئا، بدأنا نرى تحت الرماد وميض نار، أوشك أن يكون لها ضرام!

أخذت المنافسات بين فصائل المجتهدين تتسع، وأخذت الخصومات تتشعب حتى بدأت تؤثر سلبا على سير المعركة، وعلى القضية الأفغانية إجمالا.

ووصل الأمر إلى اندلاع معارك ووقوع مذابح بين الأطراف المتنافسة، خاصة بين تنظيمي رباني ومسعود من جهة، وحكمتيار من جهة أخرى.

وعندما لفظ نظام العميل نجيب الله أنفاسه الأخيرة في عام 1992م كانت الأزمة قد وصلت إلى الذروة. واندلع القتال العنيف، ووقع المجاهدون صرعى في المعارك على أيدي رفاق السلاح!

وتبدد المشروع الإسلامي الذي انتظرنا أن يتحقق على أيدي المجاهدين.

 

ثم جاءت حركة الطالبان لتلتقط الخيط، ولتستولي على البلاد والعباد كبديل عن من فشل في تحقيق الأمن والأمان قبلهم، ولكنهم امتازوا بكل شيء ما عدا.. الفهم الصحيح، والفقه الرشيد، والعمل الدقيق!

تورطوا مع تنظيم القاعدة، فجاءتهم جحافل الروم برا وبحرا وجوا، وسقطت أفغانستان.

ولم يعد بإمكان الشعب الأفغاني أن يفتخر بأن بلاده هي الوحيدة التي لم تخضع للاستعمار طوال تاريخها الحديث!

 

لقد تبدد الحلم في أفغانستان لسببين: عجز الداخل، وكيد الخارج.

ورحم الله القائل: "إن التاريخ شعاع من الماضي، ينير لنا الحاضر والمستقبل".