زبدة الكلام وخلاصة الأفهام

تاريخ النشر: 30 يونيو 2025م

 

1) المطلوب القراءة المتديّنة: فالقراءة ليست للمتعة. القراءة تقترن بالفهم، والفهم يتبعه العمل، والعمل يصحبه الإخلاص، وإلا.. فلا تقرأ.

2) الدهاء السياسي: الدهاء السياسي كما عرّفه المفكر الدكتور طه حامد الدليمي: "رزانة العقل، وقوة البصيرة، وحدّة النظر في الأمور، وسعة الحيلة، وحسن التخلص في العظائم، والقدرة على حل المشكلات". من لا يملك الدهاء السياسي، فلا يشغلن نفسه بالعمل السياسي، وإلا هلك وأهلك.

3) القابلية للاستعمار: تكلم عنها المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله، ولو كان حيا بيننا اليوم لأضاف أيضا: القابلية للاستغفال، والقابلية للاستدراج.

4) الإلحاد: الإلحاد ليس إعمالا للعقل، بل تعطيل له، وليس مواجهة للواقع، بل هروب منه.

5) التاريخ: التاريخ كالمحيط، له سواحل، وله أعماق. ومن أراد الحقائق فعليه بالأعماق، ومن اكتفى بالسواحل اكتنفته الخرافات والأكاذيب.

6) الوسطية: التخلي عن الوسطية الإسلامية يؤدي إلى التطرف الفكري، والمبالغة في الوسطية تؤدي إلى الميوعة الفكرية.

7) الاعتدال: الاعتدال في موضعه علاج، وفي غير موضعه اعوجاج.

8) بين السلام والاستسلام: السلام يكون بين طرفين متساويين في القوة أو في الضعف، والاستسلام يكون بين طرف قوي وآخر ضعيف.

9) مصالح مشتركة: لعبة سياسية مشهورة جدا، يتعامل معها البعض بذكاء شديد، والبعض الآخر بغباء شديد. أيضا: يمارسها البعض بسيادة كاملة، والبعض الآخر بعبودية تامة.

10) القانون الدولي: سراب سياسي، لا يطبق إلا بين طرفين متساويين في القوة، وليس بين طرف قوي وآخر ضعيف، ولو كان الحق بتمامه مع الطرف الضعيف.

11) أدوات الحكم: للحكم أدواته، ومن لا يمتلك شيئا من هذه الأدوات فليستقر في مكانه، ولينشغل بالدعوة والتربية، وتعليم الجماهير أصول "الفهم" الصحيح.

12) بين التوسع والسقوط: الجماعات التي تمتلك القدرة على التوسع "أفقيا"، يجب أن تحذر من السقوط "عموديا"، وإلا فستكون العاقبة كارثية.

13) بين العقيدة والسياسة: الإسلام دين شامل، من مكوناته: العقيدة، والعبادات، والأخلاق، والسلوك، والمعاملات، وكذلك السياسة. ولكن الفقه كل الفقه يتمثل في تحديد "الأولويات"، وعدم الغفلة عن أن العقيدة هي التي تقود السياسة، وليس العكس.

14) بين فقه الواقع وثورة العاطفة: قال العبد الصالح: "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول".. الحذر من اتخاذ المواقف بناء على "صواريخ تنطلق من هنا وهناك". يجب النظر إلى "مجمل القضية"، وليس الحدث الآني.

15) أولوية القضية الفلسطينية: فلسطين هي قضيتنا الأولى، وليس القضية الوحيدة. لماذا الاهتمام بالدم الفلسطيني الطاهر فقط، وإغفال الدم الذي سال كالأنهار في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟!
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: "ما أطيبك، وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله، ودمه". (أخرجه ابن ماجه)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال: "مرحبًا بك من بيت، ما أعظمك، وأعظم حرمتك. ولَلَمؤمن أعظم عند الله حرمة منك". (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان)