ورفعنا لك ذكرك

تاريخ النشر: 2 نوفمبر 2024م

 

رفع الله ذكره لأنه خير خَلقه من ولد آدم، صلى الله عليه وسلم..

رفع الله ذكره لأنه خاتم أنبيائه ورسله، عليهم الصلاة والسلام..

رفع الله ذكره بأن جعله قدوة للعالمين، وجعل سنّته مصدرا للتشريع بعد كتابه الكريم..

رفع الله ذكره لأن خُلُقه كان القرآن، وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق.

 

هو -عليه الصلاة والسلام- أعظمُ مخلوق، وأشرفُ مبعوث، فضَّلَه الله تعالى على الخلق أجمعين، وجعله َدُرَّةَ الكونِ وغُرَّته من الثَّقلين في الدنيا، وكذا يوم الدِّين.

 

"ورفعنا لك ذكرك"..

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "وقوله: (ورفعنا لك ذكرك) قال مجاهد: لا أُذكر إلا ذُكرت معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله".

وقال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته".

وكيف لا يرفع الله له ذكره وقد قال له: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا".

 

ومن شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه:

أغـرُّ عـليه للـنبـوةِ خـاتـمٌ ... من اللهِ مشهـودٌ يـلـوحُ و يُـشهــدُ
ضمَ الإله اسم النبي إلى اسمهِ ... إذا قال في الخمسِ المـؤذنِ: أشهـدُ
وشـق له مـن اسـمه لـيُـجـِلـه ... فـذو العـرشِ محمودٌ وهـذا محمدُ

 

وقال، وما أجمل ما قال:

وأحسن منك لم تر قط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأً من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء.

 

ماذا عسى أن نقول فيه، وقد قال رب العزة فيه: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"..

وقال: "إِنَّ اللَّهَ وَملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

 

وقد قال ابن الخطيب الأندلسي رحمه الله:

مدحتْك آيات الكتاب فما عسى ... يثني على عَلْياك نظْم مديحي
وإذا كتاب الله أثنى مُفْصِحاً ... كان القصور قصار كل فصيح