حزب العدالة والتنمية المغربي: نحروه أم انتحر؟
تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2021م
من قال لكم إن حزب العدالة والتنمية المغربي قد هـُزم في انتخابات الثامن من سبتمبر الجاري فلا تصدقوه. ليس في الأمر هزيمة أو تراجع، فالهزيمة تكون عندما يخسر الحزب عشرة مقاعد تقل أو تزيد وليس (113) مقعدا دفعة واحدة!
وهذا أيضا لا يُسمى تراجعا، فالتراجع يكون حين يتراجع الحزب من المركز الأول إلى المركز الثاني أو الثالث، وليس الثامن!
ما حدث أمر غير مسبوق في عالم الانتخابات، فقد أصبح الحزب على بعد متر من التلاشي أو الانقراض، فمن المسئول عما حدث.
أما النظام السياسي الحاكم، فليس بعيدا عن هذه المأساة، ولكن هذا النظام لم يكن بحاجة إلى "تزوير فاضح" أو "انقلاب عسكري" أو ما شابه كما يحدث في بعض الدول، فقد نحر الحزب نفسه بنفسه، وأساء إلى تاريخه، وانقلب على مبادئه، وأصبح بلا هوية واضحة.
قبل أن يصبح رئيسا للوزراء بسنوات، كان سعد الدين العثماني قد كتب مقالا ضد التطبيع عنوانه: "التطبيع إبادة حضارية"! ثم قبل شهور، وقّع -هو بشحمه ولحمه- على اتفاقية التطبيع المشئومة مع الكيان الصهيوني المجرم فأباد نفسه حضاريا وفكريا!
لقد مثّل الجانب الصهيوني في اجتماع التوقيع أحد المستشارين الصهاينة، فلماذا لم يمثّل الجانب المغربي مسئول بنفس المستوى؟ لماذا العثماني تحديدا؟ لقد أرادوا أن يحرقوه حرقا، وقد فعلوا!
ليست قضية التطبيع هي المسألة الوحيدة التي أردت بحزب العدالة والتنمية. ففي يوليو عام 2019م وافق الحزب على قانون العار الذي سمي بـ"فرنسة التعليم"، الذي يعود بالمغرب إلى أيام الاستعمار الفرنسي المباشر.
وفي عام 2015م، أثار حزب العدالة والتنمية غضب قطاعات واسعة من الشعب المغربي، وخاصة المتدينين والمحافظين.
إليكم هذا الخبر: "لا يكف مهرجان (موازين)، الذي يقام سنوياً بموعده الصيفي تحت شعار (إيقاعات العالم)، عن خلق الجدل داخل المغرب. فاندلعت موجات غضب من المواطنين المغاربة، منذ ليلة افتتاح المهرجان بصعود جينيفر لوبيز بـ(البكيني) على منصة حفل افتتاح الدورة الرابعة عشرة. وأضرم فتيلها، مساء أمس، المغني البريطاني وعازف الغيتار ستيفان أولسيدال، خلال حفل فرقته بلاسيبو الشهيرة بالمهرجان. ستيفان أولسيدال، وفي خطوة أرادها احتجاجية على تجريم المثلية الجنسية في المملكة المغربية، قام بتوجيه رسالة ضمنية تطالب بإلغاء البند 489 من القانون الجنائي المغربي، الذي يجرّم (كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس، من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات). وأمام جمهور بلغ عشرات الآلاف، كتب أولسيدال رقم البند على صدره العاري مشطوباً عليه بخطين متقاطعين، فيما لوّن غيتاره بالألوان التي ترمز عالمياً إلى علم خاص بالمثليين جنسياً".
بالله عليكم، هل ما زال هؤلاء "إسلاميون".. أم "علمانيون".. أم "ضائعون".
أما سعد الدين العثماني، فقد "وَقَعَ" يوم "وَقّع"! فيجب على حزبه استبداله بمن هو أقوى منه شخصية، وأكثر جرأة، وأكثر ثباتا على المبدأ، وأعلم بفنون السياسة ودهاليزها.