ماكرون وأزمته النفسية

تاريخ النشر: 24 أكتوبر 2020م

 

يمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأزمة نفسية حادة هي مزيج من (الإسلاموفوبيا) والعنصرية والروح الصليبية.

 

إنه يذكرنا بالملك الفرنسي لويس التاسع، الذي قاد الحملة الصليبية السابعة على مصر، فمني بهزيمة ساحقة في دمياط والمنصورة عام 1248م.

ثم قاد الحملة الصليبية التاسعة على تونس عام 1270م، فهلك بمجرد أن وطئت قدماه الأرض الإسلامية.

 

ماكرون بات يحدد سياساته بناء على هذه الروح الصليبية، ففي الأزمة الليبية يقف مع روسيا في صف واحد ضد تركيا، مع أن الوجود الروسي يشكل تهديدا لحلف الأطلسي.

وفي أزمة شرق المتوسط يقف كذلك ضد تركيا مع اليونان، وفي أزمة القوقاز يقف مع أرمينيا ضد أذربيجان.

 

يتغنى ماكرون بحرية التعبير في بلاده، مع أن فرنسا -مع دول أوروبية أخرى- سنت قوانين ضد إنكار (الهولوكوست)، أي المحرقة اليهودية المزعومة أثناء الحرب العالمية الثانية.

وكل من يشكك في هذا الهولوكوست، مجرد تشكيك، يتعرض لأقسى العقوبات. بالرغم من ذلك، يتباهى ماكرون بحرية التعبير في بلاده!

 

ماكرون يقول أن الإسلام يمر بأزمة في كل مكان في العالم، ويتهم المسلمين بالتطرف والإرهاب، بينما الإحصاءات تقول عن فرنسا أن (568 ألف) أسرة تعرضت للسطو في عام 2014م، وأن أكثر من مليون امرأة وقعن ضحية للعنف الجسدى أو الجنسي في الفترة ما بين عامي 2013-2014م.

هذا ما يحدث في فرنسا، بلد (الحرية والعدالة والمساواة)!

 

وفي تعليقه على حادث مقتل المعلم الفرنسي أخيرا، تعهد الرئيس الفرنسي بمواصلة نشر الكاريكاتير المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا: "لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات"!

إنه يقود حربا صليبية حقيقية ضد الإسلام والمسلمين، يشجعه على ذلك حالة الضعف الشديدة التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم، حكاما ومحكومين. من الذي يمر بأزمة يا مسيو معكرونه؟!

 

* * *

سؤال نوجهه لأصحاب العقليات المنكوسة والأقلام المسمومة: ما هي الدولة التي تستحق المقاطعة؟