مسيلمة والبسوس إذا اجتمعا

تاريخ النشر: 14 يوليو 2020م

 

أما مسيلمة، فهو مسيلمة بن حبيب، زعيم بني حنيفة، الذي ادعى النبوة وألّف ترهات زعم أنها وحي منزل! ويُضرب به المثل فيقال: "أكذب من مسيلمة".

 

أما البسوس، فقد جاء في (الويكيبيديا): البسوس بنت منقذ التميمية، شاعرة جاهلية يضرب المثل بشؤمها.

وهي خالة جساس بن مرة الشيبانيّ. كانت لها ناقة يقال لها سراب، رآها كليب بن ربيعة ترعى في حماه، فرمى ضرعها بسهم، فحزنت البسوس. وقالت شعرا أثار جساس بن مرة، فقتل كليبا. فهاجت حرب بين بكر وتغلب بسببها أربعين سنة، فضُرب بها المثل وقيل: "أشأم من البسوس".

 

إذن، مسيلمة رمز للكذب، والبسوس رمز للفتنة.. فكيف إذا اجتمعت الشخصيتان في شخصية واحدة؟!

تكون النتيجة كارثية حتما، وكيف إذا كانت هذه الشخصية الكارثية صاحبة قلم وتبث سمومها بين الناس؟!

 

حين ينعدم الضمير، وتتغلب المصالح، ولا تتطلع القلوب إلا إلى الجيوب.. حينئذ، لا بأس من الكذب والتزوير والتلفيق، والطعن في أهل الشرف والوفاء. وحينئذ، لا مشكلة في تخوين المخلص الشريف، والطعن في التقي النقي.

وبالتالي، لا يهم مثل هذه الشخصية الكارثية، صاحبة المركّب المزدوج (مسيلمة + البسوس) أن تطعن في الأمين وتصفه بالخيانة، وتشكك في المخلص لتصرف الناس عنه، وتثير الفتن في المجتمع، وخاصة إذا كانت الجهة المستهدفة إسلامية متدينة، حتى لو كان لها تاريخ حافل في خدمة الدين والوطن.

 

لقد أصبحت الموضة الآن مهاجمة كل ما له علاقة بـ(أسلم يسلم إسلاما فهو مسلم).. هذه هي متطلبات العصر.

ويشمل ذلك الطعن والغمز واللمز في الجمعيات الإسلامية التي ترتفع أكف المسلمين في كل مكان داعية لها بالأجر والثواب.

 

قال تبارك وتعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال". رواه أحمد, وأبو داود. وردغة الخبال: عُصارة أهل النار!