آلآن يا أقباط مصر؟!

تاريخ النشر: 13 أبريل 2017م

 

بعد التفجيرات الإجرامية في كنائس مصر، تعالت أصوات الأقباط بالاحتجاج على (الدولة) والمطالبة باستقالة وزير الداخلية "مؤكدين أن إقالة مدير أمن محافظة الغربية اللواء حسام الدين خليفة لا يعد كافيا، وطالبوا بضرورة إقالة وزير الداخلية كمسئول سياسي وأمني عن مقتل أكثر من 45 قتيل وإصابة العشرات من المواطنين الأقباط نتيجة التقصير الأمني".

 

أين كانت هذه الصيحات والاحتجاجات يوم سقط عشرات الآلاف بين قتيل وجريح على يد الانقلاب الدموي؟!

أكثر من ستة آلاف شهيد، وقريبا من سبعين ألف معتقل، والاختفاء القسري المتكرر، وكل صنوف الإجرام المؤسسي المتتابع، كل هذه الجرائم لم تجعل الأقباط يطالبون باستقالة أحد، ولم ينادوا بمحاسبة مخلوق.. {أثمّ إذا ما وَقعَ آمَنتـُم بـِه آلآن وقدْ كنتم بـِه تـَسْتـَعْجـِلون}.

 

أيـّد الأقباط، بغالبيتهم العظمى، انقلاب 3 يوليو 2013م، ووقفوا في صف واحد مع الجنرالات والفلول والبلطجية وتجار الدين ضد الرئيس الشرعي المنتخب، ولم يراعوا إلاً ولا ذمة للحقوق وصناديق الانتخاب والدستور والشرعية، إلا القليل النادر منهم، كالدكتور رفيق حبيب، والناشطة السياسية نيفين مَلَك.

 

تناسى الأقباط العلاقة الجيدة بينهم وبين الإخوان طوال تسعة عقود، وتجاهلوا حقيقة أن الإخوان لم يرفعوا يدا في وجه قبطي منذ نشأتهم عام 1928م، ولم يلتفتوا إلى العلاقة النموذجية التي ربطت الإمام حسن البنا بالوجيه القبطي مكرم عبيد باشا، تناسوا كل ذلك وانساقوا وراء الأجندات الطائفية المشبوهة، إلا القليل منهم.

 

لا نناقش هنا كون الأقباط مواطنون مصريون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ولا نناقش مدى الجرم الذي ارتكبته القوى الإرهابية التي قامت بهذا الفعل الشائن.. لا نريد تضييع الوقت في ما هو معلوم بالضرورة, ولكن الشاهد هنا، أن الإرهاب طال الجميع، وأن الإرهاب الأكبر هو انقلاب 3 يوليو، الذي وقف الأقباط في صفه، جنبا إلى جنب مع شياطين الفلول وأبالسة الدولة العميقة.

 

لقد أعلنت داعش عن تبنيها للتفجيرات، ولكن هناك شكوك تحوم حول الحادث، وأجهزة استخبارات الانقلاب غير بعيدة عن الموضوع.

 

إليكم هذا الخبر المثير الذي نشرته جريدة القبس الكويتية، العدد (15755)، بتاريخ 11 أبريل 2017م:
"بينما شيعت مصر ضحايا تفجيري كنيستي مارجرجس في مدينة طنطا بمحافظة الغربية ومار مرقس بمحافظة الإسكندرية، دخلت الكويت على (خط كشف المعلومات المثيرة)، وأوضحت مصادر أمنية لـ(القبس) أن المتهم الرئيسي في تفجير الإسكندرية، دخل البلاد في أكتوبر 2016 بتصريح عمل على إحدى شركات التجارة العامة والمقاولات، وعمل محاسباً فيها، إلى أن استدعاه جهاز أمن الدولة بناء على معلومات وردته من نظيره المصري، وخضع لتحقيقات مكثفة حول علاقته بداعش، وبعد التثبت من تورطه، اتُخذ قرار إبعاده، ليتم تسليمه إلى السلطات المصرية، كما أُبعد بعض أقاربه من الدرجة الأولى وآخرون وثيقو الصلة به"..

وأضافت القبس: "استغربت المصادر إفراج الأمن المصري عن المتهم عقب تسلمه من الكويت، فالمعلومات التي جرى تبادلها بين السلطات الأمنية في البلدين، أكدت ضلوعه في الانتماء إلى داعش، وتواصله مع قياداته في الخارج، ومع ذلك أصبح حراً طليقاً هناك".

 

معلومة مثيرة أخرى تناقلتها وسائل الإعلام عن المفجر الانتحاري:
"الإعلامي المصري وائل الإبراشي، وهو من إعلاميي الفلول، شكَّك في هوية ذلك الشخص الانتحاري، الذي قام بتفجير نفسه أمام البوابة الرئيسية للكنيسة. وعرض في برنامجه (العاشرة مساء) عبر فضائية (دريم)، مقطع الفيديو المتداول بالشكل البطيء، مشيرا إلى أنه ليست هناك معلومات أمنية رسمية حتى الآن، وأن هناك مسافة زمنية بعد التفجير استغرقت أقل من الثانية، دون أن يتعرض الرجل لأذى، وهو ما يثبت أن التفجير حدث والرجل ما زال حيا، وفق قوله".

 

هل هي حرب داخلية بين الطبقة العسكرية الحاكمة؟ّ!

 

هل آن الأوان للأقباط أن يعلموا أنهم غير معصومي الدماء والأرواح من قِبَل الإرهابيين، شأنهم شأن سائر الشعب المصري المظلوم.