في القلب أنت يا حسن المدني

تاريخ النشر: 4 يناير 2016م

 

إنه الأخ الحبيب، والصديق العزيز الأستاذ الداعية حسن بن محمد نور المدني، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الثلاثاء 23 مايو في الهند، ودفن بالبحرين يوم الجمعة 26 مايو عام 2000م.

 

الأستاذ حسن محمد نور المدني

 

ما زال في القلب أبو محمد، ولن ننساه..

أَننساه ونحن نتلو قول الباري عز وجل: {إن المتقين في جنات وعيون، ادخلوها بسلام آمنين، ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين، لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}..

أننساه وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله "رجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه".

 

لم يغادر أبو محمد يوما قلوبنا ووجداننا، فالدعوة التي تجمعنا وإياه من أركانها الأخوّة..

إنها الدعوة التي إذا عطس أحد أفرادها في أقصى المغرب فقال (الحمد لله)، رد عليه الذي في أقصى المشرق قائلا (يرحمكم الله)..

إنها الدعوة القائمة على رباط العقيدة، وكل الروابط قابلة للانقطاع إلا رابطة العقيدة.

 

قد كان كل همه أن يقوي صلته بالله عز وجل، ويعمل على توثيق رابطة الأخوة مع الناس، ويمكـِّن للإسلام في القلوب..

قد كان والله قدوة بين الناس، ومعلما ومربيا، من أبناء جمعية الإصلاح، هذه الجمعية التي عاش بين جدرانها وعمل في رحابها ليخدم الدين والمجتمع.

 

ما وجدناه إلا عابدا متواضعا خلوقا، حريصا على صيام الاثنين والخميس والأيام البيض..

كان يحمل هم الدعوة ليل نهار. لا زلت أتذكر اللقاء الأخير بيني وبينه، عندما زرته مع بعض الأخوة مودعين له قبل سفره للعلاج، وما كنت أحسب أنه سيكون اللقاء الأخير بيني وبينه في هذه الدنيا الفانية، واسأل الله أن يجمعنا وإياه في دار البقاء.

أتذكر في هذا اللقاء الأخير أنه أومأ إليّ بالاقتراب منه قبيل انصرافي، وكلمني في أمر من أمور الدعوة كان يشغل باله.. حتى في هذه اللحظات، لم يغب عنه حس الداعية المؤمن، المخلص لدينه ودعوته.

 

يا أبا محمد..

إنا نحبك في الله الذي سجدت،،
له الجباه فرب العرش باريها

 

رحمك الله يا أبا محمد..

لـئـن كـنت قـد فـارقتـنا جسـدا،،
فـإن روحـك عـنـّا قطُّ لم تغِبِ