شموخ أردوغان وهذيان بوتين

تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2015م

 

أسقط سلاح الجو التركي الطائرة الحربية الروسية، فخرج الرئيس الروسي للعالم وهو يهذي بما لا يليق برئيس دولة عظمى، هذا إذا أحسنّا الظن وقلنا (هذيان).. وإلا فالبديل هو السكر! أي على خُطى سلفه الرئيس يلتسن، الذي قلما كان يُرى وهو غير سكران!

 

نقلت وكالات الأنباء عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله: "إن قادة تركيا السياسيين يشجعون أسلمة المجتمع التركي وهو أمر يمثل مشكلة"!!

 

ونقلت عنه وكالة (تاس) للأنباء قوله بعد يوم من إسقاط تركيا طائرة حربية روسية: "المشكلة ليست المأساة التي شهدناها أمس.. المشكلة أعمق بكثير.. نلاحظ أن القيادة التركية الحالية على مدار عدد كبير من السنوات تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها".

 

واتهم بوتين تركيا بأنها ترعى الإرهاب، وأنها تشتري النفط من (تنظيم الدولة)..

مع أن الجميع يعلم أن النظام السوري هو الذي يشتري النفط من التنظيم عن طريق أحد عملائه المدعو (جورج حسواني)!

 

الرئيس بوتين فقد صوابه تماما، مثلما فقد كرامته وهيبته بإسقاط السوخوي.. ما علاقة أسلمة تركيا بسقوط طائرته التي أسقطت نتيجة لعبورها أجواء تركيا بدون إذن!

كما أن الرئيس أردوغان لا يعمل على أسلمة تركيا بقدر ما يعمل على تحقيق أمن بلاده وطموحات شعبه.

 

أردوغان وبوتين

 

اللافت أن بوتين اتهم أردوغان باستغلال (الدين) بطريق غير مباشر، وهو الذي زار إيران قبل أيام وأهدى خامنئي نسخة تاريخية نادرة من المصحف الشريف.

بوتين الذي يعانق معممي طهران ويعانقونه منذ سنوات، ولم يتهمهم يوما بأنهم يعملون على أسلمة إيران!

بوتين الذي أمر الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو بإصدار بيان تأييد للمذابح التي يرتكبها سلاح الجو الروسي بحق الشعب السوري!

 

يعيش بوتين أحلام العظمة، وهو يعمل على إرجاع روسيا إلى مركز (الأول مكرر)، مستغلا ضعف الرئيس الأمريكي أوباما، وضعف حكومات المنطقة.

 

ظن بوتين أن تركيا هدف سهل. كجورجيا وأوكرانيا تماما..

بوتين يعربد في جورجيا منذ عام 2008م، ويعربد في أوكرانيا منذ عام 2014م، وأراد أن يعربد في تركيا فصفعه أردوغان صفعة جعلته يهذي!

 

فشل بوتين في قراءة الواقع التركي الحالي والتاريخ التركي القريب، وفشل في معرفة العقلية والنفسية التركية..

تجاهل بوتين ما فعلته تركيا عام 1974م عندما غزت قبرص لإنقاذ الأقلية التركية هناك..

تركيا أنزلت عشرات الألوف من جنودها جوا وبحرا في شمال قبرص بمجرد أن رأت القبارصة الأتراك باتوا مهددين من قِبَل الحكومة القبرصية الموالية لليونان..

احتلت تركيا حوالي 40% من جزيرة قبرص، وأقامت جمهورية مستقل خاصة بالقبارصة الأتراك، ولم تهتم بانتقادات الدول الأخرى، ولم تهتم برأي ذلك السيرك العالمي المعروف بـ(الأمم المتحدة).

 

تلك كانت (عاصفة حزم) تركية قبل أكثر من أربعين عاما، لعب دورا رئيسا فيها نائب رئيس الوزراء حينذاك نجم الدين أربكان رحمه الله.

 

أتدرون من هو أربكان؟!

إنه أستاذ وشيخ الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.

 

شموخ أردوغان وهذيان بوتين