ضاحي ونوري وهيكل في خندق واحد!
تاريخ النشر: 22 يوليو 2015م
ألاعيب السياسة لا تنتهي، والتحالفات السياسية لا تستقر على قرار، وتضارب المصالح يقتلنا ويقوي أعداءنا.
ما الذي جمع بين ضاحي خلفان، رجل الأمن الخليجي المعروف..
ونوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق، الصفوي قلبا وقالبا..
ومحمد حسنين هيكل، صاحب العلاقات المتميزة مع رجالات الـ(C.I.A) منذ أوائل الخمسينيات؟!
الثلاثة شاركوا في الهجوم على المملكة العربية السعودية في فترة زمنية متقاربة، كل بطريقته.
الفريق ضاحي خلفان كتب على (تويتر) يوم 19 يوليو 2015م يقول: "الزنداني والعودة والقرضاوي.. رموز الإخونجية كلهم في أحضان دول الخليج .. وين تبون الأحوال تستقر!".. وكتب في اليوم التالي: "احتضان الإخوان كاحتضان الثعبان"..
كتب الفريق ضاحي خلفان هذا الكلام بعد حدثين مهمين: زيارة الأستاذ خالد مشعل للسعودية، ووصول الشيخ عبد المجيد الزنداني للسعودية هاربا من بطش الحوثيين وحلفائهم، وكلاهما من كبار رموز الإخوان.
إذن، كلام ضاحي خلفان موجه للسعودية حصرا، وهو يوجه هذا النقد الظالم للسعودية لمجرد أن السعودية أصبحت -فيما يبدو- تسلك مسلكا سياسيا جديدا فيه الكثير من الحكمة والتوازن لمصلحة السعودية نفسها، والعرب عموما، وهذه السياسة لا تتناسب -فيما يبدو- مع تطلعات ومزاج سيادة الفريق.
الشيخ الدكتور محمد النجيمي، الأستاذ في المعهد العالي للقضاء بالسعودية ردّ على ضاحي خلفان ردّا قويا ومفحما، قال: "يا معالي الفريق ضاحي خلفان، السعودية دولة مستقلة حرة فيمن تستقبل، ولا تقبل الوصاية من أحد، كما أن بعض الدول تستضيف دحلان المعارض للسلطة الفلسطينية!".
أما محمد حسنين هيكل فقد كان هجومه متناسبا مع تربيته وأخلاقه: قلة أدب وعدم اعتبار لأدنى الأعراف الدبلوماسية.
كان طوال المقابلة التي أجرتها معه صحيفة (السفير) اللبنانية، عدد 21 يوليو 2015م، يوجه انتقادات قاسية للعرب ولدول الخليج، خاصة السعودية، وفي المقابل يتكلم عن إيران بكل إعجاب وتقدير واحترام!
بالمناسبة، هذا الهجوم يتوافق تماما مع هجوم الآلة الإعلامية الإيرانية على السعودية!
أما نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي، وأحد رجال إيران في العراق، فقد نفث أحقاده الصفوية بكل وضوح.
قال هذا القاتل الموتور في مقابلة مع إحدى القنوات التابعة له: "إن جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو المذهب الوهابي في السعودية والحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري.. أنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية"!!
يبدو أن عاصفة الحزم قد أخرجت الصفويين عن طورهم.
هذه ثلاثة نماذج مختلفة ومتزامنة للهجوم الإعلامي على السعودية في ظل الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز.
يا تُرى: ما الذي يجمع بين هذه الأطراف المهاجِمة؟! .. ربما كان مصدر التلقي واحداً!