السيد زهرة وإعلام مسيلمة
تاريخ النشر: 3 يوليو 2015م
هل قدر للشعب البحريني أن يكون فريسة لإعلام الدجل والتهريج والفبركة؟!
يصر الكاتب الصحفي السيد زهرة على الالتزام بنهج مدرسة (مسيلمة الكذاب) في تعامله مع القارئ البحريني.
تأسست هذه المدرسة الإعلامية في مصر، في بدايات عهد جمال عبد الناصر، وهي مستمرة إلى الآن، وتزداد لديها وتيرة التزوير والفبركة كل يوم.
في 2 يوليو 2015م، كتب السيد زهرة يقول: "في الثلاثين من يونيو قبل عامين، خرج نحو 37 مليون مواطن مصري وملئوا ميادين مصر وشوارعها في ثورة عارمة لا سابقة لها في التاريخ"!
37 مليون حته وحده!!
مهلا.. لنجعل الأرقام تتكلم..
يبلغ حجم الكتلة الانتخابية في مصر حوالي 53 مليون..
نصف هؤلاء لا شأن لهم بتاتا بالشأن السياسي ومشغولين حتى النخاع بالسعي وراء لقمة العيش.. فمعدل المشاركة في كل الانتخابات والاستفتاءات التي جرت منذ ثورة 25 يناير لا يزيد عن 50%، أي أن حجم الكتلة السياسية النشطة في حدود الـ 26 مليون..
وإذا علمنا أن حوالي 52% منهم هم من مؤيدي الدكتور محمد مرسي.. فالنسبة المتبقية هي حوالي 12 مليون هي الكتلة المعارضة للدكتور مرسي..
وإذا علمنا عقلا ومنطقا وواقعا أنه يستحيل أن يشارك كل هؤلاء الـ 12 مليون في التظاهرات، نظرا لوجود المرضى والمشغولين وأصحاب الأعذار.. إلخ، فإن النسبة ستنخفض كثيرا، فمن أين جاء السيد زهرة وأمثاله من إعلاميي الانقلاب بهذا العدد!
ثم إن الأرقام التي لها قيمة في عالم السياسة، هي الأرقام الصادرة عن صندوق الاقتراع، وهي الأرقام التي تثبت فوز مرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة، وفوز مرشحي الإخوان في انتخابات مجلس الشعب، وفوز الإخوان أيضا في انتخابات مجلس الشورى، ولكن للأسف، صناديق الاقتراع بدعة منكرة عند أصحاب مدرسة مسيلمة، فهم لا يعترفون بنتائجها، بل لا يفقهون ما هي أصلا!
مسألة أخرى.. كتب صاحبنا (بتاع الـ37 مليون) يوم 30 أبريل 2015م متهما الإخوان بفبركة قصص الاغتصاب في مصر، وأن الإخوان يأمرون بعض الفتيات المنتميات للجماعة بالكذب وادعاء التعرض للاغتصاب بهدف تشويه سمعة نظام السيسي!
لا ندري هل كان السيد زهرة في ذلك اليوم يكتب مقالا صحفيا أم يخرج فيلما هنديا؟
إليكم هذا الخبر الذي نشرته أخبار الخليج يوم 4 يوليو 2013م: "أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الأربعاء أن نحو مائة حالة اعتداء جنسي ارتكبت في ميدان التحرير ومحيطه في القاهرة خلال بضعة أيام، وذلك على هامش التظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس محمد مرسي. وتحدثت المنظمة التي مقرها في نيويورك عن 91 حالة اعتداء على الأقل تحول بعضها إلى اغتصاب منذ 28 يونيو، مستندة إلى معلومات جمعتها جمعيات محلية تكافح هذه الظاهرة التي باتت شائعة على هامش التظاهرات في مصر".
ماذا يقول الكاتب (أبو الـ37 مليون) الآن؟!
وبالمناسبة، كل حالات الاغتصاب جرت ضمن تظاهرات مؤيدي السيسي حصرا، ولم تسجل حالة اغتصاب واحدة وسط تظاهرات مؤيدي الدكتور مرسي.. وكل إناء بالذي فيه ينضح.
بعد كل هذا، يقول لنا السيد زهرة: لا يوجد حالات اغتصاب في تظاهرات مؤيدي الانقلاب، وإذا سمعتم عن واحدة فاعلموا أنها مؤامرة إخوانية! بهذه العقلية يتعامل هذا الكاتب مع القارئ البحريني.
مدرسة مسيلمة الإعلامية تمارس هذا الدجل عيانا منذ عشرات السنين. في حرب 1967م، عندما حطمت إسرائيل جيش عبد الناصر منذ اللحظات الأولى للحرب، واحتلت القدس والضفة والقطاع والجولان وسيناء، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لما حصل كل ذلك، كان إعلام مسيلمة يكتب بالخط العريض: "الجيش العربي يزحف إلى تل أبيب"!!
وقبل مذبحة رابعة، كتب إعلام مسيلمة بكل وقاحة واستهتار بالشعب المصري: "أسلحة كيماوية في اعتصامي رابعة والنهضة"!!
عرفت تربّي يا مسيلمة!