عربية الملامح عبرية الجوانح

تاريخ النشر: 5 يونيو 2015م

 

جوانح: جمع جانحة..
وجوانح الإنسان: أضلاعه القصيرة مما يلي الصدر..
ويقال: جوانحه أي قلبه وأعماقه.

 

إنها قناة (العربية)..
لسانها عربي، وقلبها عبري..
ملامحها -تبدو- عربية، وعواطفها صهيونية محضة.
لماذا؟.. من يقف وراءها؟.. وما هي أهدافها؟

 

هذه القناة المشبوهة اتخذت لها موقفا حادا وقاطعا ضد كثير من قضايا العرب والمسلمين، وضد تطلعات الشعوب العربية للخلاص من أنظمة القمع والاستبداد والسلب والنهب.

 

عندما تتكلم (العربية) عن قضية غزة، فموقفها أقرب بكثير إلى موقف الكيان الصهيوني، لا الشعب الفلسطيني.

قبل أيام، في 29 مايو 2015م، نشرت قناة (العربية-الحدث) تقريرا مفاده أن "حركة حماس تعاني من فساد مالي داخلها، وأنها تلقى دعما من حزب الله والحوثيين، وتتخذ منهم غطاء لتمويل صفقاتها المالية"!

 

ألا تعلم (العربية) مَن هو الغارق في الفساد المالي والإداري في فلسطين، ومن الذي ينهب المساعدات وينفقها على البدلات الفاخرة والوجبات الدسمة وفنادق السبع نجوم والسبع كواكب؟!

وهل حماس هي التي لها علاقات سرية مع الحوثيين أم تلك الدولة العربية التي تحارب الحوثيين علنا وجهرا وتتفاهم معهم ومع علي عبد الله صالح سرا وخفية؟!

 

وفي الشأن العراقي، نلاحظ أن (العربية) تضفي صفة (التطرف) حصرا على مجاميع القاعدة وداعش فقط، ولا تصف المليشيات الطائفية الصفوية بهذه الصفة أبدا، بالرغم من الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات، والتي أصبحت حديث العالم كله. لماذا؟ ماذا يريد أصحاب هذا الوكر الإعلامي المسيلمي (نسبة إلى مسيلمة الكذاب)!

 

إليكم نموذجا من المهنية العالية وفن الاحتراف الإعلامي عند هذه القناة:

في أبريل 2011م، انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق اقتطاع قناة (العربية) الفضائية من حديث الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم الهيئة ضمن برنامجها (من العراق) الذي أجرته معه..

قالت الهيئة: "إن الجهة المشرفة على البرنامج في القناة قامت -وخلافا للضوابط المتبعة في وسائل الإعلام- بقطع أجزاء مهمة وطويلة من حديث الناطق الرسمي باسم الهيئة، بشأن موضوع المصالحة الوطنية التي تتبناها الحكومة الحالية، واكتفت ببث مقاطع مبتورة من الحديث، وعرضها في اليوم الثاني للاستضافة على نحو غير موضوعي، مخل بالسياق إلى حد كبير، ومضر بتوضيح الفكرة".

هذا غيض من فيض مما تمارسه هذه القناة من دجل وزيف إعلامي.

 

يلهج لسان (العربية)، وهو أطول من لسان الحرباء، بالوقوف مع (الشرعية) في اليمن وضد (الانقلاب)..

ثم تقف بكل قوتها مع (الانقلاب) وضد (الشرعية) في مصر وليبيا!

وتدعي الوقوف في وجه المشروع الإيراني في اليمن، وتقف إلى جانبه في العراق!

 

في الشأن الليبي، تقف هذه القناة مع الانقلابيين ضد حكومة طرابلس الشرعية، وتروج بكل قوة ودهاء للانقلابي خليفة حفتر، مدمن الفشل، الذي فشل في قيادته للجيش الليبي في تشاد، ويفشل اليوم في محاولته الانقلابية في ليبيا.

 

لتغيّر (العربية) ترتيب الحروف في اسمها لتصبح (العبرية)، فذلك أولى بها وأجدى.