الأستاذ مبارك بن راشد الخاطر

تاريخ النشر: 11 فبراير 2007م

 

في مساء يوم الخميس الخامس من محرم 1422هـ، الموافق 29 مارس 2001م فقدت البحرين، بل والعالم الإسلامي كله، الأديب والمؤرخ البحريني الأستاذ مبارك بن راشد بن جاسم الخاطر عن عمر يناهز الثامنة والستين عاما، بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال الثقافة والأدب والتاريخ.

فقد كان له دور بارز في إثراء الحياة الأدبية والفكرية في منطقة الخليج من خلال مساهماته التي فتحت آفاقا جديدة للباحثين والدارسين لتاريخ وحضارات المنطقة.

 

ولد الفقيد مبارك الخاطر رحمه الله تعالى في مدينة المحرق عام 1935م، وعمل كباحث وثائق ومخطوطات في قطاع الثقافة والتراث، وعضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ونال جائزة الدولة التقديرية للإنتاج الفكري.

كما تقلد الأستاذ الخاطر عضوية رابطة العالم الإسلامي العالمية، واتحاد المؤرخين العرب، وحمل وسام المؤرخ العربي، وكان عضوا في جمعية الإصلاح البحرينية العريقة.

 

الأستاذ مبارك بن راشد الخاطر

الأستاذ مبارك بن راشد الخاطر

 

إنتاجه الأدبي والثقافي

للأستاذ مبارك الخاطر العديد من المؤلفات والبحوث الدراسية والمقالات، التي شملت المجالات الفكرية والأدبية والثقافية والتاريخية. وهذه قائمة بأهم مؤلفاته:
1) نابغة البحرين عبد الله الزايد
2) القاضي الرئيس قاسم بن مهزع
3) الكتابات الأولى الحديثة لمثقفي البحرين
4) المنتدى الإسلامي بالمنامة 1928 إلى 1938
5) الأديب الكاتب ناصر الخيري
6) المسرح التاريخي في البحرين والخليج
7) التعليم الأهلي في الخليج ما قبل التعليم الحديث
8) المؤسسات الثقافية الأولى في الخليج
هذا بالإضافة إلى عشرات البحوث والدواوين.

 

قالوا عنه

كي تكتمل الصورة عن هذه الشخصية الفذة، نذكر ما خطته بعض الأقلام البحرينية عن بعض جوانب شخصيته الفذة. يقول الأستاذ السفير حسين بن راشد الصباغ:
"إنه المؤرخ النشط والجاد في تتبع الأحداث التاريخية، والتأكد من صحتها، ومن توثيقها وتدوينها وإرجاعها إلى رواتها الثقاة. إنه مؤرخ وراوية شعبي، واظب على عمله بإخلاص وتفان من غير ملل أو كلل، ومن أجل تدوين تاريخ البحرين فقد انكب يجمع الوثائق، إنه حقا حافظ لتاريخها وأمين على تراثها.. وبالرغم من أنه ليس أكاديميا أو جامعيا مختصا، إلا أنه مارس البحث العلمي بنشاط وعزيمة ونافس أهل الاختصاص، بل وتفوق عليهم".

ويقول الأخ الشيخ إبراهيم بن محمد الحادي:
 "إنني إذ أذكره أذكر فيه حرقته على الدين وأهله، وأذكر فيه حماسه الشبابي الذي رافقه حتى آخر عمره، وأذكر فيه أدبه وجميل سكبه لعبارات ما يكتبه، أذكر شعره الذي كنت في صغري أستصعبه وفي يفاعتي أستعذبه، شعره الذي لم يأكل به من موائد الممدوحين، ولم يمجد به أحدا، بل نافح به عن إخوان العقيدة والدين..".

ويقول الأخ الأستاذ أحمد محمد يوسف:
"كان المرحوم مبارك الخاطر من الرعيل الأول لهذه الدعوة المباركة، رجل من رجال الصحوة المعاصرة، بل يتميز على كثير من أولئك الرعيل بأنه رجل دعوة من الطراز الأول، قل أن تتوافر في غيره تلك الروح الشبابية النابضة مع تقدمه في السن، وتلك الأريحية الفذة المصابرة، وتلك النفسية المفعمة بالحب والنشاط والحركة والبناء.. لقد كانت شخصية الأستاذ الجليل شخصية داعية مثالية بمعنى الكلمة، ففيه الروح الدعابية المرحة، وفيه الخلق القويم، وفيه الصبر الجميل".

 

نموذج من شعره

هذه مقتطفات من قصيدة رثائية قالها في الفقيد الكبير الشاعر الدكتور محمد قطبة رحمه الله:

خسرناك لم نعلن بخسراننا الذي..
فجئنا به.. يا للفجاءة بالخسر
ربحناك بضعا من سنين عزيزة..
توقع ألحانا بفيتارة الشعر
تشنف بالأشعار آذاننا فكم..
أزحت بها سدا من الوقر مستشري
تكرس بالأشعار دعوة أحمد..
فأنت بها تحري.. وأنت بها تثري
فقدناك حتى هدنا الفقد وانثنى..
بناظهر حزن مستمد من الضر
إليك تحايانا دعاء نزفه إلى..
الله أن يغمرك بالنور في الحشر

 

رحم الله ابن البحرين الأستاذ مبارك الخاطر، وأسكنه فسيح جناته.