أوقفوا هذه الردّة العربية

تاريخ النشر: 17 يوليو 2014م

 

إنها ردة بكل المقاييس..

غزة تتعرض لحرب إبادة لثالث مرة منذ عام 2008م، وزعماء العرب العاربة لا ينطقون..

أهل السنة يبادون منذ 11 سنة في العراق، وحكام العرب من نسل عدنان وقحطان لا يتحركون..

أهلنا في سوريا يتعرضون للذبح منذ 3 سنوات، وحكوماتنا العربية في حيرة من أمرهم: كيف يتصرفون، وماذا يفعلون.. إنها ردة.

 

العالم كله ينتقد نوري المالكي ويتهمه بالمسئولية عن الأحداث الأخيرة في العراق، بما في ذلك أراذل الساسة في الغرب، بينما قادة الانقلاب في مصر يرسلون له الأسلحة والذخائر ليبيد أهل السنة، ووزير خارجية الانقلاب يزور المالكي ليعرب له عن التأييد والتعاطف.

قالت جريدة (الدستور) العراقية الصفوية، عدد 13 يوليو 2014م: "في موقف جريء وجديد، تعهّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي بإرسال ذخائر وأسلحة متوسطة وخفيفة لقوات الجيش والشرطة العراقية لمواجهة خطر داعش وباقي الجماعات الإرهابية..ويكشف مصدر رفيع يعمل في مكتب القائد العام للقوات المسلحة لـ(الدستور): إن السيسي وجّه بدعم عسكري سريع لقوات الجيش تتمثل بذخائر وأسلحة متوسطة وخفيفة لمقاتلة داعش خاصة وأن اتفاقا نهائيا حصل على ذلك خلال زيارة وزير الخارجية المصري لبغداد أمس الأول".

 

إعلام وصحافة الانقلاب في مصر تقف إلى جانب الصهاينة وتحرض ضد الشعب الفلسطيني وتسمي جهاده ودفاعه عن نفسه إرهابا.. إنها ردة.

لواء سابق بالجيش المصري يحرض إسرائيل على احتلال غزة. قالت جريدة (المصريون)، عدد 11 يوليو 2014م بأن اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري، صرح لمراسل الواشنطن بوست "أنه يرحب بأي احتلال إسرائيلي لغزة ففي كل الأحوال سيكون أفضل من حكم حركة حماس التي تقصف إسرائيل بالصواريخ ليلاً ونهاراً وتحرم الشعب الإسرائيلي الإحساس بالأمن"!! إنها ردة بامتياز.

 

كاتب خليجي، لن أذكر اسمه حتى لا (تصيبنا النجاسة)! علق على القصف الصهيوني على أهلنا في غزة قائلا: "اللهم زد وبارك"!! إنها ردة.

 

المجرم بشار الأسد يتلقى دعما من بعض الدول العربية، بما في ذلك وقود لطائراته التي يقتل بها أهل السنة في سوريا والعراق.. إنها ردة.

 

الراقصات وأصحاب الملاهي في دولة عربية يتزعمون الوفود الشعبية ويطلقون التصريحات الرسمية..

المشايخ والعلماء في بعض دول العرب، إلا من رحم ربي، يتراجعون عن أداء واجباتهم ليتصدر المشهد العاهرون والعاهرات فيعلموننا ديننا.. إنها ردة.

 

دولة عربية تـُجرى فيها انتخابات رئاسية، يفوز فيها (شبح) رئيس، (شبح) بمعنى الكلمة، يدفعونه دفعا على كرسي متحرك، وعلامات الفناء بادية على وجهه.

وفي دولة أخرى، يقوم الجيش فيها بكل شيء: ينقلب على الشرعية، يخون الشعب ويدوس على خياراته، يتاجر، يناور، يدير صنوفا من المتاجر والمصانع، يستلم المليارات ويصدرها للخارج.. يقوم بكل شيء إلا الدفاع عن شرف الأمة وحراسة حدود الوطن.. إنها الردة العربية.

 

وفي خليجنا العربي، تُنعم حكوماتنا الرشيدة على خامنئي بلقب (قائد المنطقة كلها)! أبشر أيها الشعب الخليجي بقيادة الولي الفقيه.

ويتنافس قادتنا على توقيع الاتفاقيات المتنوعة مع إيران: اتفاقيات أمنية واقتصادية وسياحية وكل شيء، ولا يتكلم أحد من أبناء العرب من ساسة وإعلاميين، بينما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما أخطأ الدكتور مرسي ووقع اتفاقية سياحية لم تنفذ مع إيران.

 

في الردة العربية الأولى، قيض الله للأمة سيدنا أبو بكر الصديق فتصدى لها وجعلها في خبرٍ كان.. وهذه الردة، سيقيض الله لها أيضا من يجتثها من الجذور.. لا تيأسوا.