سطور في فقه البلطجة!

تاريخ النشر: 24 ديسمبر 2012م

 

البلطجة ليست حالة خاصة بمصر، فالنهج البلطجي عمّ خيره كل العرب، وقد يحمل البلطجية أسماء متعددة وتبقى الرسالة الخالدة هي لا تتغير!

ففي الشام يعرفون بـ (الشبّيحة)، وفي ليبيا (كتائب القذافي)، وفي العراق (جيش المهدي)، وفي إيران (الحرس الثوري)، وهم في لبنان يتسترون وراء لافتات (المقاومة)، وفي بعض الدول قد يعرفون بـ (الفداوية).

 

والقائد البلطجي يمكنه أن يتواجد في كل مكان، وتحت أي ظرف مهما كان الطقس باردا زمهريرا أم قيظا لاهبا.

تحت مختلف الظروف والأوضاع يدير القائد الهُمام المعركة بكل جدارة، سواء كان في حارة من حارات القاهرة، أم زقاق من أزقة الإسكندرية، أم قرية من قرى الصعيد، أم عاصمة من العواصم الخليجية.

 

ليست البلطجة حكرا على الرجال دون النساء، فالمنهجية البلطجية منهجية راقية ولا تعترف بالفوارق الجنسية، ولا بد للمرأة البلطجية أن تأخذ مكانها إلى جانب شقيقها البلطجي بكل جدارة.

وهكذا رأينا المرأة البلطجية في صور متعددة، رأيناها وهي (مستورة)، تلف حول رأسها عُصابة من القماش مكتوب عليها (لا لحكم المرشد)، فإذا كلمتها كلمتين فقط اكتشفتَ أنها لا تعرف من هو المرشد، بل ما هو المرشد!

ورأيناها في موضع آخر، هناك بعيدا في السويد، تحتج على الدستور أمام السفارة المصرية وهي عارية تماما كما خلقها ربنا!

 

البلطجي لا يعترف بالفوارق المهنية والاجتماعية بين المواطنين، بل هو وطني الميول، وحدوي النزعة!

فقد تجده زبونا دائما أو شبه دائم للسجون، كما يمكن أن تراه قاضيا قديرا متخصصا في الإشراف على الانتخابات التي تفرز نتائج بنسبة 99%!

 

البلطجة حالة ثورية دائمة، ثوريتها لا تعترف بالفوارق الدينية بين أبناء الوطن الواحد، فهي تتعامل مع الجميع بسواسية، تماما كما فعلت مع المسلمين في جامع (القائد إبراهيم) بالإسكندرية، أم المسيحيين في تظاهرة (الماسبيرو).

الثورية البلطجية قوية شديدة المراس، كما ثبت لنا ذلك من خلال إنجازها التاريخي في تصفية عشرة من الشباب الطاهر النقي دفعة واحدة أمام (قصر الاتحادية). إنها حالة ثورية نادرة، مشتقة من (الثور) لا من (الثورة).

 

البلطجي قد تجده (مستلما من غيره) أو (دافعا لغيره). فإن كان من المستلمين، استلم مئات أو آلاف أو ملايين، حسب أهمية العملية وخطورتها. وإن كان من الدافعين، دفع من مصادر متعددة: من أموال النهب والسلب، أو الرشاوى، أو المخدرات، أو من خيرات النفط لبعض الشعوب المغلوبة على أمرها.

 

البلطجية يحترمون التخصص، فمنهم من هو متخصص في الإرهاب الميداني، حيث يفضل -هنا- استخدام الرصاص الحي والميت والخرطوش والمولوتوف. ومنهم من يتخصص في الإرهاب الفكري والدجل السياسي والإعلامي، مثل الذي يتغاضى عن حرق (28) مقرا للإخوان، ثم يلعلع أمام وسائل الإعلام بلسانه الحرباوي (نسبة للحرباء) مناديا بضرورة (حلّ مليشيات الإخوان)!

وقد يتخصص أحدهم في بعض التخصصات النادرة، مثل علم (النذالة)، فيظهر في الفضائيات مهاجما الإخوان بشدة، متهما إياهم بالعمل على إقصاء وتهميش وإبعاد الآخرين، وهو قد وصل إلى مجلس الشعب في انتخابات يناير 2012م مترشحا على قائمة حزب (الحرية والعدالة)!