النظام الإيراني وفن صناعة الفتن

تاريخ النشر: 25 فبراير 2009م

 

بالرغم من الشعارات البراقة والبلاغات الصاخبة حول الوحدة الإسلامية، إلا أن نظام الملالي في طهران أثبت أنه الأكفأ والأقدر في تصدير وصناعة الفتن في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي، وليس تصريحات مسئوليها الاستفزازية حول التشكيك في استقلال وسيادة مملكة البحرين إلا نموذج واحد من قائمة طويلة من المواقف والأفعال المؤدية إلى خلق القلاقل والفتن في مجتمعات إسلامية آمنة على مدى ثلاثون عاما من عمر "ثورتهم المجيدة"!!

هل هي محض مصادفات أن يتناوب المسئولين في النظام الإيراني الإدلاء بتصريحات هي غاية في العدوانية وسوء النية حول مسألة قال فيها الشعب العربي المسلم في البحرين كلمته الفاصلة حول هويته وبإشراف من المجتمع الدولي!

 

لا يمكن أن يكون كل ذلك "تصرفات شخصية" لا علاقة لها بإيران الدولة.. والنظام!

 

في هذا الشهر (فبراير 2009م) ادعى رئيس التفتيش العام في (مكتب قائد الثورة الإسلامية) في مدينة مشهد الإيرانية علي اكبر ناطق نوري "تبعية البحرين لإيران" واصفا إياها "بأنها كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني"!!

 

وفي 27 يناير 2009م تحدث النائب (داريوش قنبري) أمام مجلس الشورى الإيراني وبحضور وزير الخارجية منوشهر متقي وأمام وسائل الإعلام العالمية، عن أن "أن البحرين كانت وحتى قبل 40 عاماً جزءاً من الأراضي الإيرانية وانفصلت عن إيران عن طريق استفتاء مشبوه وإذا ما أجري اليوم استفتاء نزيه في البحرين، فإن شعبَها سيصوت للانضمام إلى الوطن الأم"!!

 

وفي يوليو 2007م كتب مدير تحرير صحيفة (كيهان) الرسمية أو شبه الرسمية (حسين شريعتمداري) في افتتاحية صحيفته "أن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية، وأنها انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا، وان المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة -التي تم فصلها عن إيران- إلى الوطن الأم والأصلي، أي إيران الإسلامية، ومن بديهيات الأمور أنه لا يجب ولا يمكن التخلي عن هذا الحق المطلق لإيران والناس في هذه المحافظة التي تم فصلها"!!

وهذا الـ(شريعتمداري) ليس شخصية عادية، فهو المستشار الصحفي للمرشد الخامنئي!

 

نحن نتحدث عن سياسة عامة وقديمة يسير عليها نظام الملالي. ففي عام 1980م، أي في بدايات ثورة (المظلومين والمستضعفين!) كان أحد أركان النظام، آية الله روحاني (وهـو اليوم آية الله العظمى!) يطالب بالبحرين.

فالسياسة قديمة، بدأها النظام البهلوي بضم دولة الأحواز المستقلة في عشرينيات القرن الميلادي المنصرم، ثم احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في مطلع السبعينيات، وواصل نفس السياسة التوسعية نظام الملالي الحالي، وبشهية مفتوحة على الآخر، خاصة بعد أن ثبت أقدامه في أفغانستان.. والعراق.. ودولة أخرى عربية مشرقية كبيرة.. والعمل على قدم وساق في لبنان!

أما عن البحرين فستستمر الاستفزازات (المدروسة)! وسيتناوب على النطق بها (الآيات والحجج والجنرالات والنواب والخدم والحشم)!!

 

إنه جرس إنذار لأهل الخليج كافة، ولا مفر من الولوج عبر بوابة الحل الوحيد: الوحدة الخليجية.

نقولها بملء الفم وبكل وضوح: كفاية ثلاثة عقود مجلس "تعاون".. نريد الآن مجلس "وحدة"!

نريد "الولايات الخليجية المتحدة"!

 

أما عن سياسة إيران الوحدوية المزعومة فلنا معها وقفات أخرى قريبا بإذن الله.