معالم الشخصية الوطنية الناجحة الشيخ عيسى بن محمد أنموذجا

تاريخ النشر: 7 يناير 2008م

 

لئن كان المشروع الإصلاحي الكبير الذي يقوده عاهل البلاد حفظه الله قد حقق الكثير من النجاح حتى الآن، فإن استمرار هذا المشروع الوطني الطموح يحتاج إلى جملة عوامل وأسباب لضمان استمرارية النجاح، في مقدمتها وجود شخصيات وطنية مخلصة، تتمتع بصفات الكفاءة والعطاء والقبول الشعبي..

شخصيات تمثل نماذج صادقة في حبها لهذا الوطن العظيم، وحبها للقيم والمبادئ التي يتشبث بها أبناء هذا الوطن بكل فخر واعتزاز.

 

يمثل الشيخ عيسى بن محمد بن عبد الله آل خليفة حفظه الله نموذجا واضحا لهذه الشخصية الوطنية الجامعة.

ولاشك أن الصفات الشخصية تأتي في مقدمة هذه الصفات، ومن عرف الشيخ عيسى عن قرب، بل وحتى الذين يتعاملون معه عن غير قرب يشهدون لهذه الشخصية بالخلق الرفيع، وبالأدب الجم الذي يأسر القلوب، وبتواضعه مع الكبير والصغير، متجاوزا بذلك كل الحواجز الاجتماعية المصطنعة، التي لا يفلح الكثير من الناس في تخطيها.

ومما يستشهد به في هذا المجال ما رواه أحد الأخوة العاملين في جمعية الإصلاح لكاتب هذه السطور، إذ قام مجموعة من شباب هذه الجمعية بزيارة للشيخ، الهدف منها تعريف هؤلاء الشباب بهذا الرجل الفاضل عن قرب، بعد أن سمعوا الكثير عنه، كونه رئيسا للجمعية، دون أن يتمكنوا من لقائه مباشرة.

ويصف الراوي كيف كانت سعادة الشيخ غامرة بهذه الزيارة، وكيف أنه أمضى بعض الوقت مع هؤلاء الشباب وهو يكلمهم كما يفعل الأب الحاني مع أولاده.

 

الشيخ عيسى بن محمد بن عبد الله آل خليفة

الشيخ عيسى بن محمد بن عبد الله آل خليفة

 

ويتميز الشيخ عيسى بن محمد بكونه محاورا ناجحا، يلتزم بآداب الحوار ، ويؤمن بأن الحوار له ركنان أساسيان: (كلمة تقولها ليسمعها الآخر.. وكلمة تسمعها من الآخر).

كما يؤمن بأن من أساسيات إقامة الحوار الناجح المثمر البحث عن الهموم المشتركة، والعوامل الموحدة للوطن، وهو إذا حاور أحدا، مشافهة أو كتابة، تجد منه البعد الشديد عن الجدال العقيم، وإيصال الرسالة بكل أدب و تواضع.

هل تذكرون عندما كتب عنه أحد الكتاب منذ عدة سنوات في إحدى الجرائد مقالا هجوميا لم يراع فيه منزلة الشيخ ومكانته، وكيف أن الشيخ رد عليه في نفس الجريدة ردا متميزا لم تخل بداية أية فقرة من فقراته من كلمة (يا أخي)!؟

 

إن من سمات الشخصية الوطنية الجامعة أن تكون هذه الشخصية قريبة من هموم الشارع، تحس بآلامه، وتتبنى آماله، ولعل طبيعة الوظائف والمهام التي تقلدها كوزير للعدل، ووزير للعمل، وكقاض، ومحام جعلته يتعرف على الكثير من الهموم الاجتماعية والاقتصادية والعمالية للمواطن البحريني.

ومن سمات الشخصية الوطنية الجامعة ألا تكتفي بالتحليق في عالم المثل والنظريات، وتجلس في أبراج عاجية في معزل عن حركة الشارع ونبض المجتمع، ونظرة سريعة على الأنشطة والمسئوليات التي قام ويقوم بها هذه الشخصية المتميزة ترينا إلى أي مدى تتحقق فيه هذه الصفة.

فالشيخ يعتبر رمزا من رموز العمل الإسلامي في البحرين، فهو رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح، ذات التاريخ العريق في خدمة الدين والوطن، وهو عضو مؤسس في جمعية المنبر الوطني الإسلامي، التي تمثل النهج السياسي الإسلامي الوسطي المعتدل، كما كان له حضور بارز في السنوات الماضية على الصعيد السياسي والوطني.

وهو رئيس سابق لجمعية مكافحة التدخين، مما يدل على وعيه التام بالأمراض الاجتماعية والصحية التي تفتك بشبابنا.

 

إن مثل هذه الشخصية الوطنية الجامعة لا تكون فاعلة إلا إذا كانت مقبولة من جميع الشرائح الرئيسة التي تتكون منها بحريننا العزيزة، وقد أنعم الله على هذا الشخص الجليل فغدا موضعا للاحترام والتقدير والقبول من الجميع، فقد تمكن من تخطي كافة العقبات السياسية والاجتماعية والفكرية ليصل إلى الجميع..

محاورا وموضحا ما يحمل من أفكار سديدة، وآراء نافعة، تمتاز بالبعد عن مواطن الخلاف، والتركيز على العمل الوطني المخلص الجاد، من غير تشدد يهدم، ولا تسرع يضعف، ولا تميع يخلط الحق بالباطل.