إنه الإمام القرضاوي للذين لا يعرفون قدر الرجال

تاريخ النشر: 6 فبراير 2007م

 

ما سر هذا الهجوم الشرس الذي يتعرض له سماحة الإمام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي هذه الأيام من خلال بعض المنابر الإعلامية المحلية والخليجية؟ ولماذا هذه الانتقادات الظالمة بحقه والتي قرأناها من خلال بعض الصحف والبيانات؟

بداية، نذكـّر هؤلاء الذين قاموا بهذه الحملة الشرسة بفضل هذا العالم الكبير والداعية المجاهد الذي يخدم الإسلام والمسلمين منذ أكثر من نصف قرن، وأمثال سماحته لا يحتاجون إلى تذكير بأفضالهم وعلو مقامهم، ولكن ماذا نفعل إذا بلغ الحقد عند البعض إلى درجة لو مزجت فيه نقطة من حقده بماء المحيط لمزجته ولغيرت لونه إلى السواد!

 

فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي

فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي

 

يقول عنه شيخه ورفيق دربه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "حمل يوسف القرضاوي عبئه الثقيل، فألف في فقه العبادات والمعاملات ما ناسب العصر الحاضر، وقاوم الزحف القادم، واتصلت مؤلفاته في آفاق المعرفة الإسلامية، فأضاف الجديد الذي لا بد منه، واهتم بالبناء لا الهدم، وما أحسب منصفا من السلف أو الخلف إلا رضيّ النفس بما كتب، مستبشرا بغد أنضر للفكر الإسلامي الذي حمل لواءه".

ويقول عنه المفكر الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله : "أصبح الشيخ يوسف القرضاوي علما من أعلام الإسلام، وكانت قد أحكمته التجارب، وحصنته بلاغته في العلم والمعرفة، واعدّته إعدادا كاملا لممارسته لأعمال الدعوة والتوعية لزمن طويل، وفي مختلف الظروف والأحوال، وهو بجانب كل ذلك عالم تقيّ صالح محتسب في أعماله رضا الله تعالى، في زمن تخلب عيون العاملين فيه في أوساط الناس بهرجة الحياة المعاصرة".

أما آية الله الشيخ محمد علي التسخيري فقد عّدد خمس صفات لشيخنا القرضاوي حفظه الله فقال : "العلم الواسع والاطلاع على شتى العلوم الإسلامية.. الإخلاص في خدمة القضية الإسلامية.. الصراحة في قول الحق.. الحرية في الاجتهاد والصراع ضد الانغلاق.. الدعوة الخالصة للتقريب بين المذاهب". ثم يقول التسخيري في حق القرضاوي: "فإني ألمح من بعد هذا العمل الدؤوب والكفاح المتواصل فأشكر الله أن هيأ للأمة مثل هؤلاء الرجال وإن أمة تلدهم لا تغلب إن شاء الله تعالى".

 

هذا هو القرضاوي وهذه منزلته، فما بال أقوام هبطت عليهم سحائب غضب عنترية فأصبحوا ينالون من مقام شيخنا وشخصه! وما بال الرويبضات عندنا وفي بعض دول الجوار قد نطقت وما ينبغي لها ذلك؟ هل لأنه قال كلمة صدق في مؤتمر الدوحة الأخير للتقريب؟ هل لأنه التزم بالصراحة وترك المجاملات وقال كلمة الحق حتى تتحقق الفائدة المرجوة من مثل هذه المؤتمرات؟

 

ثم ما هي هذه الازدواجية الخطيرة حين التعامل مع العلماء والأعلام؟ يتكلم عن آية الله السيستاني في مقال فتقيم (بعض الفئات) الدنيا ولا تقعدها، وينشر رسم كاريكاتوري لآية الله الخامنئي فتذهب الجموع من (نفس الفئات) لمحاصرة الجريدة الناشرة للرسم، ويتلقى رئيس تحريرها رسالة تهديد! وعندما يتطاول رويبضات (من نفس الفئات) على شيخنا القرضاوي، لا تحرك هذه (الفئات) ساكنا! أهكذا تكون الدعوة إلى التقريب والوحدة. أليس المدعو محمد باقر المهري هو الوكيل المعتمد للمراجع في الكويت؟ هل من حقه أن يطالب بعزل القرضاوي عن رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟ وهل يجوز عند مراجع الشيعة أن يتلفظ وكيلهم المعتمد في الكويت بهذه الألفاظ الجارحة ويحكم على القرضاوي بأنه سيحشر يوم القيامة أعمى؟

هل ترضون بهذه المنهجية التي أصبحت شبه معتمدة في بعض وسائلكم الإعلامية، حتى عاد شيئا مألوفا أن يكون نقرأ ونسمع أن:
مشايخكم دعاة وحدة ومشايخنا دعاة فتنة!!
ودعاتكم مجتهدون ومفكرون ودعاتنا (هرّارون)!!
وعلماؤكم (قدس سرهم الشريف) و (مد ظلهم الوارف) وعلماؤنا يحشرون يوم القيامة عميانا!!

 

ليست هذه المرة الأولى ولا المائة! فقد رأينا وسمعنا ما يندى له الجبين والذي صدر من (سماحة الشيخ!) ياسر الحبيب ولم يتكلم أحد، والذي صدر من (آية الله!) مجتبى الشيرازي ولم يحتج أحد ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما الذين هم على الفطرة السليمة، ومن الذين لا يؤمنون بأن (التقيّة) تسعة أعشار الدين! فقد أصدروا بيانات صريحة يدينون فيها هذا التهجم غير القبول على إمامنا القرضاوي، كالبيان الذي صدر عن أهل المحرق، والبيان القوي الذي صدر عن جمعية الإصلاح، التي أثبتت وفاءها لعلمائنا الأعلام، وأثبتت أنها هي (الأصالة) في هذا البلد الحبيب، لا غيرها!