وضعنا الراهن ما أشبه الليلة بالبارحة

تاريخ النشر: 27 يونيو 2007م

 

في عصر ملوك الطوائف بالأندلس، بلغ الهوان بالمسلمين مداه، ووصلوا إلى حالة خطيرة جدا من التفرق والضعف، وذلك بعد سقوط الدولة الأموية، واندثار الدول القوية التي كانت تمد يد المساعدة لأهل الأندلس انطلاقا من البر المغربي، كدول المرابطين والموحدين وبني مرين. ودخلت الأندلس ما يعرف بـ"عصر ملوك الطوائف"..

فهذا ملك في قرطبة، وآخر في غرناطة، وثالث في أشبيلية، ورابع في سرقسطة، وخامس في شاطبة..

وبلغ عدد هذه الدويلات أكثر من عشرين دويلة، تتآمر على بعضها البعض وتتنافس في كسب ود العدو الصليبي المتربص!

ولما سقطت غرناطة، آخر هذه الدويلات، في عام 1492م أخذ ملكها محمد الثاني عشر، الملقب بـ"الملك الصغير" يذرف الدموع وينتحب، فقالت له والدته قولتها المشهورة: (ابك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال)!

 

هذه الحالة المزرية في بلاد الأندلس دفعت الشاعر ابن خفاجة لئن يقول:

مما يزهدني في أرض أندلس..
ألقاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها..
كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد

 

وإذا قفزنا قفزة عريضة لننتقل إلى واقعنا الراهن، لوجدنا -بلا صعوبة- أوجه الشبه والتطابق بين وضعنا حينذاك، ووضعنا العربي الراهن، حيث (22) دولة عربية، تقوم على أمرها (22) حكومة عربية بالتمام والكمال! ما شاء الله تبارك الله ، اللهم أبعد عنا شر الحساد!

ولكن هذه الحكومات لم تسترد شبرا واحدا من أراضينا المغتصبة حتى الآن.

يستوي في ذلك العراق التي احتلت قبل (4) سنوات، أو جزرنا الثلاث التي اغتصبت قبل (37) سنة، أو فلسطين الحبيبة التي اغتصبت قبل (60) سنة، أو سبتة ومليلة اللتين احتلتا قبل (500) سنة!!

 

نقول: أما من حيث الكمّ، فحكوماتنا هي كثيرة وفيرة! وأما من حيث الوزن والتأثير..

فنحيلكم إلى بيتي الشعر أعلاه!!