تأسست على الإرهاب من أول يوم!

تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2025م

 

هل تذكرون (تيموثي ماكفاي)؟ إنه الإرهابي الأمريكي الذي فجر مقرا يتبع الحكومة الأمريكية في ولاية أوكلاهوما وأودى بحياة العشرات من الأبرياء في التسعينيات.

لم يكن ماكفاي هذا تابعا لتنظيم القاعدة أو داعش، بل منتميا إلى إحدى المليشيات الأمريكية المسلحة ذات الآراء المتطرفة، والتي تشكل جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأمريكي.

 

وهل تذكرون حوادث القتل الجماعي في داخل امريكا، والتي ترتكب من حين لآخر بأيد أمريكية، لأسباب تافهة، من قبيل الفشل في علاقة عاطفية! أو سوء تفاهم مع المدرس في المدرسة أو الجامعة!

 

بالرجوع إلى الدراسات والإحصاءات الأكاديمية والرسمية التي تنشر من حين لآخر، تستوقفنا هذه الأرقام والحقائق المفزعة التالية:

عن جرائم العنف والقتل في امريكا، فيكفي أن نعلم - وباختصار- أنه يقتل في هذا البلد يوميا حوالي (65) شخصا بسبب العنف وجرائمه، ويجرح للسبب نفسه أكثر من ستة آلاف شخص أمريكي. أي حوالي (24 ألف) قتيل في السنة، وأكثر من (مليوني) جريح!

بالنسبة لجرائم الاغتصاب، فتؤكد بعض الدراسات أن ممارسة هذه الجريمة قد شاعت لدرجة أن حوالي (22%) من النساء في أمريكا يذهبن ضحايا لها.

يموت في هذا البلد قرابة (مائة ألف) إنسان سنويا بسبب تعاطي الكحول، وأن (40%) من مصائب وويلات حوادث السير المروعة، تعود إلى معاقرة هذه المادة السامة.

في هذا البلد الديمقراطي الحر! تشيع ظاهرة إهانة الكبار والصغار لدرجة أنه سجل في العام 1982م لوحده حوالي (2,5 مليون) حالة إهانة في أوساط الكبار دون سواهم، أما عن ظاهرة إهانة الصغار والاعتداء عليهم بدنيا وعاطفيا ولفظيا وجنسيا فحدث ولا حرج.

 

أما التقرير الذي نشرته وزارة العدل الأمريكية في يونيو عام 1994م حول معدلات الجرائم في المجتمع الأمريكي، فهو تقرير مخيف أشار إلى أن عدد الفتيات اللائي اغتصبن وهن دون الثامنة عشرة في مدينة واشنطن (عاصمة مكافحة الإرهاب!!) وإحدى عشر ولاية أخرى خلال عام 1992م قد بلغ (عشرة آلاف) فتاة، وأن (3800) منهن كن دون الثانية عشرة.

والحقيقة الأكثر رعبا أن (20%) من هؤلاء الفتيات قد اغتصبن من قبل آبائهن، و(26%) قد اغتصبن من قبل أقارب لهن!

 

أما بالنسبة لعالم الجريمة في الولايات المتحدة، فإن جرائم القتل تشكل كابوسا مرعبا، وإرهابا عظيما يجعل سكان كثير من المدن الأمريكية يعيشون حالة من حظر التجول التلقائي تبدأ من غروب الشمس وحتى شروقها.

 

وتلعب الجرائم ذات الطابع العنصري، والإرهاب العنصري دورا كبيرا في ازدياد مساحة عالم الجريمة في هذه الدولة التي تريد محاربة الإرهاب في ديار المسلمين!

فمن خلال تقرير نشرته صحيفة (الإندبندنت) البريطانية في 20/6/1994م تبين ما يلي:

عدد الأمريكيين الذين قتلوا في مدينة نيو أورليانز وحدها خلال خمس سنوات فقط قد بلغ (1500) أمريكي، بينهم (38) من البيض فقط ، وهناك نسبة مشابهة أيضا في واشنطن.

أما عدد القتلى من السود في أمريكا عام 1992م فقد بلغ أكثر من (11000) قتيل، بينما لم يتعد عدد البيض (10600) قتيل على الرغم من أن نسبة السود في الولايات المتحدة لا تزيد عن (12%) من عدد السكان.

 

أما مسألة جرائم الأمريكان بحق الشعوب الأخرى فيحتاج إلى مجلدات، كجرائمها في فيتنام وأفغانستان والعراق وعشرات الدول الأخرى.

 

لقد تأسست (الولايات المتحدة الأمريكية) من أول يوم على الإرهاب الممنهج والقتل الجماعي بحق السكان الأصليين من قبائل الهنود الحمر..

لقد قامت الحضارة الأمريكية من أول يوم على أشلاء وجماجم مئات الملايين من الأبرياء، في أكبر مجزرة في تاريخ البشرية..

ولا تزال أمريكا مصرة على مطاردة الإرهاب في بقاع الأرض القاصية، خاصة في ديار المسلمين، مع أن .. فاقد الشيء لا يعطيه!