لن تزول إسرائيل قبل زوال أمريكا

تاريخ النشر: 18 أكتوبر 2023م

 

نتكلم عن أقوى دولة في العالم، وأكبر ديمقراطية في الكون: إنها أمريكا، أو: الولايات "المنحطة" الأمريكية.

ولا نقصد بالزوال هنا أن تزول أمريكا من الوجود، فهذا خلاف العقل والمنطق، ولكن أن يصيبها الضعف والوهن، أو يصيبها ما أصاب الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثة عقود، أو أن تنشغل بنفسها وتداوي جراحاتها كما كانت تفعل قبل الحرب العالمية الأولى.

وسبب تطرقنا لهذا الموضوع هو ما شاهدناه من موقف أمريكا (وتوابعها الأوروبية) تجاه ما يحدث من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

 

عندما يصل وزير الخارجية الأمريكي إلى تل أبيب فيكون أول (نهيقه): "أنا يهودي"..

عندما يتكلم رئيس أمريكا عن "الرؤوس المقطوعة" لأطفالٍ إسرائيليين بناء على معلومات مكذوبة. يفعل ذلك بدون تحقق وتدقيق..

عندما ترسل أمريكا حاملات الطائرات التي تسير بالطاقة النووية إلى شرق المتوسط لحماية الكيان المجرم الغاصب..

عندما تُفعّل أمريكا أجهزتها الإعلامية الجبارة ضد الحق الفلسطيني، ولصالح الشعب الإسرائيلي المسكين! الذي يتعرض للإبادة على يد الهمج الحمساويين!..

عندما تروّج الإدارة الأمريكية للمظالم التي يتعرض لها اليهود الأبرياء على يد القتلة الفلسطينيين! فيؤدي ذلك إلى أن يقتل مواطنا أمريكيا طفلا مسلما بتسديد (26) طعنه إليه..

عندما تنشغل الإدارة الأمريكية، بقضها وقضيضها للعمل على حماية إسرائيل البريئة..

عندما ينظر الساسة الأمريكان إلى الحدث بعين واحدة حولاء، ويغضوا الطرف عن كل جرائم الكيان المجرم تجاه الشعب الفلسطيني على مدى عقود..

عندما يحدث كل هذا.. نعلم علم اليقين أن أمريكا ستعمل على حماية إسرائيل إلى أبعد مدى يتصوره العقل، وإن إسرائيل باقية ما دامت أمريكا باقية كقوة عالمية.

 

وهل بذل الغرب كل تلك الجهود الجبارة، ومنذ وعد بلفور، لإقامة هذا الكيان المسخ، ثم يسمح بزواله بهذه السهولة؟!

 

***

إنّي داعٍ فأمّنوا:
"اللهم كما أريتنا في الاتحاد السوفييتي يوما أسودا، أرنا في أمريكا يوما أشد سوادا".