ثورات الربيع العربي وأسئلتها الشائكة

تاريخ النشر: 1 أغسطس 2022م

 

1) في تونس: كل الخطوات الغريبة التي يقوم بها الآن رئيس الدولة قيس سعيّد، وكل الإجراءات المثيرة للجدل والمنافية لروح "الثورة" التي اتخذها، إنما تتم بدعم غير محدود من الأجهزة العسكرية والأمنية والمخابراتية.

لماذا لم تقدم هذه الأجهزة دعمها للرئيس الأسبق زين العابدين بن علي مما جعله يولي مدبرا ولم يعقب؟

من الذي يقرر أصلا لهذه الأجهزة أن تتحرك أو تسكن؟ تنحاز أو لا تنحاز؟

سؤال آخر: ما الذي قدمته "الثورة" للشعب التونسي طوال عقد من الزمان؟ هل تحسنت أوضاع الشعب التونسي المعيشية ولو بمقدار 1%؟

 

2) في ليبيا: الثوار أسقطوا الطاغية القذافي ونسفوه نسفا، ثم ظلوا بلا دولة عشر سنوات كاملة! لماذا؟

صبر الليبيون على طغيان القذافي (42) سنة، ثم تحول كل واحد منهم إلى قذافي صغير: هذا يحكم مدينة، وذاك يحكم قرية، وثالث يتحكم في واحة في الصحراء ... إلخ.

نجحوا (بمساعدة الغرب) في إشعال ثورة، ثم فشلوا (ولا يزالون) في إقامة دولة. لماذا؟

 

3) في مصر: بعد مرور عشر سنوات على "ثورة 25 يناير المجيدة"! يعيش الشعب المصري وضعا اقتصاديا ومعيشيا هو الأسوأ منذ عهد محمد علي باشا!

الملايين التي خرجت إلى ميدان التحرير وأسقطت حسني مبارك، أين هي الآن؟

لماذا لم يخرج الشعب المصري ليدافع عن "ثورته" كما فعل الشعب الفنزويلي عام 2002م والشعب التركي عام 2015م؟

 

4) في سوريا: انقسم الثوار إلى مئات الجماعات والأحزاب المسلحة، وكانوا يقاتلون النظام أحيانا، ويقاتلون بعضهم بعضا أحيانا أخرى! لماذا؟

وأين القيادة الموحدة وأين القائد الرمز الذي هو من ضرورات أي ثورة؟ وكيف تلاشى "الجيش السوري الحر" أو كاد؟

 

5) في اليمن: ثار الشعب اليمني ضد المستبد علي عبدالله صالح، فجاءهم من هو أشد استبدادا وأكثر ظلما وعدوانا وتخلفا وطائفية: الحوثيون. كيف حدث ذلك؟

لماذا وافق "الثوار" على تلك المبادرة التي ساوت بينهم وبين مَن قاموا بالثورة عليه، مما أدى إلى سيطرة الحوثي وسيده الإيراني على البلد؟!

 

6) وبصفة عامة: لماذا أخفقت كل "ثورات" الربيع العربي؟ ولماذا يركز مؤيدو هذه الثورات على العامل الخارجي فقط (التآمر الدولي والإقليمي) ويتجاوزون عوامل الضعف داخل هذه الثورات؟ أليس للسياسة فنونها، وللثورات فقهها؟