أساطير معاصرة من ديار الغرب

تاريخ النشر: 28 مارس 2022م

 

للحضارة الغربية نصيبها الوافر من الأساطير والأوهام والخزعبلات. بعض هذه الأساطير تضرب في جذور التاريخ إلى أيام الإغريق والرومان، وبعضها حديث نسبيا وتعود إلى أيام ما عرف بعصر النهضة والثورة الصناعية. هذه بعض من أهم الأساطير السائدة في ديار الغرب اليوم:

 

1) الديمقراطية: يتغنى بها الغرب ليلا ونهارا، ويتفاخر بها سرا وجهارا! تعريفها الرسمي عندهم: "حكم الشعب للشعب، ومن أجل الشعب".

إنها أسطورة، فحقيقتها عندهم: "حكم الشعب للشعب في ديار الغرب فقط، ومن أجل الشعب في ديار الغرب حصرا"!

ولذلك، لا مانع عندهم من تدبير الانقلابات في دول (العالم الثالث) التي تتبنى الديمقراطية، إذا كانت هذه الديمقراطية في غير صالحهم.

 

2) العلمانية: إنها (الديانة الرسمية) في ديار الغرب، ولكن بشرط: أن تكون هذه العلمانية فيما بينهم فقط، أما إذا كان الأمر بينهم وبين غيرهم من الشعوب، خاصة الشعوب المسلمة، فإن الحقد الصليبي الدفين هو الحاكم.

 

3) الليبرالية: بها يتعايشون فيما بينهم، ولكن يطبقون نقيضها مع غيرهم، فالحريات في السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام هي شأن داخلي غربي، لا شأن للشعوب الأخرى بها، ولهذا، مارسوا أبشع أنواع القهر والإجرام والاستبداد مع الشعوب المستعمَرة طوال قرون.

 

4) حقوق الإنسان: رايات يرفعونها حسب ما تقتضيه مصالحهم. ولذلك، يملئون الدنيا ضجيجا إذا اعتقل أو حوكم مجرم خوّان في بعض البلدان، بينما يسكتون عن أبشع أنواع الانتهاكات في بلدان أخرى!

 

5) حرية الرأي: هي أيضا مجرد أسطورة. ونكتفي بمثال صارخ واحد: في فرنسا، الرسوم المسيئة بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم تُعتبر (حرية رأي)، وهذا ما أكد عليه الرئيس الفرنسي (مسيو معكرونة) مرارا..

ولكن إليكم هذا الخبر الطازج: "استدعت الخارجية الفرنسية، السفير الروسي لدى باريس بسبب نشر السفارة على تويتر رسما ساخرا عن أوروبا. فقد نشرت سفارة موسكو في باريس كاريكاتيرا ساخرا لجثة فوق طاولة وعليها كلمة (أوروبا) في حين يقوم شخصان يمثلون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بحقنها إبرا. وأوضحت الخارجية الفرنسية في بيان، أنها استدعت السفير الروسي إلى مقرها واعتبرت ما نشرته السفارة الروسية غير مقبول".

أرأيتم تصرف الأنذال: الإساءة لأوروبا (غير مقبول)، والإساءة لسيد البشرية عليه الصلاة والسلام (حرية رأي)!

 

6) المساواة بين البشر: أسطورة لا نصيب لها على أرض الواقع، ويكفينا الإشارة هنا إلى ازدواجية التعامل بين اللاجئين الأوكران ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر من جهة، وسائر اللاجئين من أجناس وأديان أخرى.

 

هذه بعض من أهم (المبادئ) التي يروج لها الغرب المنافق، بينما الحقيقة التي تتكشف للعيان من حين لآخر أن هذه (المبادئ) هي مجرد أساطير دعائية، فالحضارة الغربية مفعمة بالروح الصليبية، وبالنزعة الاستعمارية، والرغبة الجامحة في التمييز العنصري بين الغربيين وغيرهم.

 

وبالمناسبة، انظروا إلى (الصليب) وهو يرفرف في أعلام الدول الغربية (العلمانية):

تعريف