عبرات في زمن الكورونا

تاريخ النشر: 19 مارس 2020م

 

(1) تهاوت الدول الكبرى، وهزمت الـ(Super Powers) أمام وباء كورونا!

لم تستفد أمريكا من حاملات الطائرات التي تسير بالطاقة النووية، ولا روسيا من صواريخها العابرة للقارات، ولا الصين من ترسانتها الضخمة وملايين الجنود، ولا أوروبا المتغطرسة من اتحادها الشهير.

انهار الكل أمام الوباء. سبحان الله، لو أن هذه القوى أنفقت على خير البشرية 1% فقط مما تنفقه على أسلحة الدمار والخراب لكان وضعها أفضل بكثير مما تعاني منه الآن.

 

(2) لم يكتف النظام الصفوي في إيران بتصدير الفتن والقلاقل إلى دول الجوار، فأصبح يصدر كورونا!

كل يوم يمر، بل كل ساعة تمر، نتيقن أكثر فأكثر من ضرورة وجود جبهة خليجية موحدة متراصة في مواجهة إيران.

 

(3) أعلن الطاغية ترامب يوم الأحد 15 مارس يوما وطنيا للصلاة، ودعا الشعب الأمريكي إلى الصلاة من أجل رفع بلاء كورونا!

قال تعالى: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا"..

وقال سبحانه: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

 

(4) كل الشكر والتقدير للقيادة السياسية في مملكة البحرين لما قامت وتقوم به من إجراءات وقائية وحماية للمواطنين والمقيمين من الوباء الخطير، وكل الشكر والتقدير للطواقم الطبية والإدارية وكافة العاملين والمتطوعين، وكل الشكر والتقدير لجمعية الإصلاح لدعمها للطواقم الطبية بـ (16 ألف) كمام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ". (رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والطيالسي)

 

(5) وبالمقابل، ناسف كل الأسف على الإهمال الشديد والاستهانة بصحة الناس في (بعض الدول العربية)، حيث الإصابات قريبا من العشرين ألفا، بينما التصاريح الرسمية تتكلم عن المائة والمائتين! انعدام للشفافية حتى مع كورونا!

 

(6) بعض الناس تحفظوا على قرار المنع المؤقت للجمع والجماعات في بعض الدول!

ونقول لهؤلاء: عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أكَلَ مِن هذِه البَقْلَةِ، الثُّومِ، وقالَ مَرَّةً: مَن أكَلَ البَصَلَ والثُّومَ والْكُرَّاثَ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى ممَّا يَتَأَذَّى منه بَنُو آدَمَ". (رواه مسلم)

إذا كان مجرد حصول أذى بسيط من رائحة البصل والثوم يستوجب العزلة فكيف في زمن الوباء؟! إنه الإسلام العظيم، إنه فقه (التوكل)، وليس (التواكل).

 

(7) وختامه مسك: عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له". (رواه مسلم)