من إضاءات عيسى بن محمد

تاريخ النشر: 23 أغسطس 2015م

 

الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة رحمه الله تعالى، رئيس جمعية الإصلاح..

هو المربي الفاضل، والداعية الناجح، والوطني الجامع، والسياسي النزيه. ولا نقصد هنا الخوض بالتفصيل في سيرته العطرة، ومن أراد المزيد فليقرأ كتاب (عيسى بن محمد.. قصة نجاح وشمس إصلاح)، للأخ الفاضل الدكتور هشام الشيخ. ولكنا نقصد هنا الإشارة إلى حدث معين، فيه ما فيه من دلالات واضحة تدل على سمته وشخصيته رحمه الله.

 

الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة

 

في عام 2001م، وفي أكثر من مناسبة، كان الشيخ عيسى قد أعلن عن ضرورة أن يدخل التيار الإسلامي السني المعترك السياسي ولا يكون كمـّاً مُهملا وعالة على غيره. كان هذا الإعلان بمناسبة تشكيل جمعية (المنبر الوطني الإسلامي)، فماذا حدث؟

 

كتب الأستاذ إبراهيم بشمي في جريدة (الأيام)، عدد 24 ديسمبر 2001م، مقالا هجوميا ضد الشيخ، لا يتناسب مع مكانته ومنزلته، واتهم فيه الشيخ بالطائفية والتعصب وتكريس المذهبية، وسطّر سطورا يعطي فيها للشيخ دروسا في الوحدة والوطنية!!

وكان مما قاله بشمي: "من ذا أعطى توكيلا على بياض للشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رئيس جمعية الإصلاح لكي يتكلم باسم السنّة؟! من أعطاه هذا التوكيل على بياض ليتكلم باسم نصف شعب البحرين؟!"..

ثم كرر بشمي بعض ادعاءاته في مقال آخر بنفس الجريدة، عدد 30 ديسمبر 2001م.

 

ردت اللجنة الإعلامية بجمعية الإصلاح على المقال الأول للأستاذ بشمي، وذلك في جريدة (الأيام) عدد 29 ديسمبر 2001م، وجاء رد آخر كتبه الأستاذ الفاضل زاهر محمد سعيد بتاريخ 20 يناير 2002م.

 

وكان من الذين ردوا على مقال بشمي، الشيخ عيسى نفسه، بتاريخ 1 يناير 2002م، وكان رده قمة في الأدب وحُسن الخلق واحترام الآخر..

قال الشيخ ضمن رده مخاطبا الأستاذ بشمي: "فإنني أعتقد أن منهجكم الفكري المتميز لا ينكر على الصوت الإسلامي الملتزم بالشمول والوسطية أن يأخذ مكانه الطبيعي وحقه الأصيل في المشاركة في العمل الوطني وتقديم الحلول والتصورات لمشاكل المجتمع برؤية مستمدة من التراث الإسلامي النقي".

وكان مما ختم به مقاله: "وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن تكون رسالتي هذه لشخصكم الكريم بداية حوار يستهدف الوصول إلى الرأي السليم وسد نواحي النقص ومعالجة الأخطاء والكشف عن نواحي القصور لنتوصل سويا لاقتراح الوسائل والأساليب التي يمكن من خلالها التقليل من الجوانب السلبية".

 

كان رده رحمه الله مفعماً بالحب والأخوة والرغبة الصادقة في التعاون من أجل رفعة الدين والوطن.

 

وقد حققت جمعية الإصلاح تحت قيادة الشيخ إنجازات قل نظيرها ولا يمكن نكرانها، وأصبحت هذه الجمعية الإسلامية مثالا طيبا للعطاء وخدمة الدين والوطن.

هذه الإنجازات كانت محل تقدير الجميع، وفي مقدمتهم عاهل البلاد حفظه الله، الذي أكد على دور الجمعية أثناء زيارة مجلس الإدارة برئاسة الشيخ عيسى لجلالته العام الماضي..

قالت جريدة (البلاد)، عدد 19 يونيو 2014م: "وخلال اللقاء رحب جلالته بالجميع وأشاد بالدور الذي تضطلع به الجمعية وما تقوم به من أنشطة وبرامج في المجالات الخدمية والاجتماعية والإنسانية والخيرية بما يعود بالخير والمنفعة على الوطن والمواطنين. كما نوه الملك بجهود جمعية الإصلاح ومساهماتها الطيبة في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ روح المحبة والولاء للوطن انطلاقا من رسالتها وأهدافها في إشاعة التعاون ونشر القيم والتعاليم الدينية السمحة".

 

هذا هو عيسى بن محمد..

ونقول: نم قرير العين يا أبا محمد، فأصحابك ورفاق دربك وتلاميذك سائرون على خطاك، ماضون على دربك، بعون الله وتسديده وتوفيقه..